نادي المعمرين

نادي المعمرين
هل تعلم ما هو النادي الأكثر حصرية على الإطلاق؟ كلا، ليس نادي أغنياء العالم، ولا حتى نادي رؤساء الدول، ففرصك للانضمام إلى هذه النوادي أكبر من فرصتك للانضمام إلى نادي “المعمرين الفائقين”، أولئك الذين يعيشون حتى عيد ميلادهم الحادي عشر بعد المئة هم فقط المؤهلون للانضمام إلى كادر النخبة من المعمرين، وهي أصغر فئة عمرية في العالم، إذ لا يتجاوز عدد أعضاؤها الثلاثمئة.

لا بد أنك تعتقد الآن أن أعضاء هذا النادي هم الرياضيون المهتمون بالتغذية الذين مارسوا التمارين لعقود عدة من حياتهم، لكن وفقًا لنتائج دراسة كبيرة أجريت على المعمرين، فهم ليسوا أكثر وعيًا بالصحة من بقيتنا، وبعضهم لم يمارس التمارين على الإطلاق، إذًا فهل يمتلك المعمرون جينات مميزة؟
لقد وجدت الدراسات التي أُجريت على التوائم الإسكندنافية أن الجينات قد تكون مسؤولة عن نحو ٢٠ إلى ٣٠ بالمئة فقط من التباين الإجمالي في عمر الإنسان، وهذا خبر جيد لمن هم مثلي ومثلك، لا يملكون معمرًا في شجرة عائلتهم، إذًا فهل يمكننا، من خلال سلوكياتنا، أن نجني بطريقة أو أخرى الفوائد نفسها التي يحصل عليها المعمرون “مجانًا” عبر جيناتهم؟ الإجابة هي “نعم”، فأحد أهداف الطب الثالث هو مساعدة الناس على عيش دورة حياة أشبه بالمعمرين، لكن بشكل أفضل، فالمعمرون لا يعيشون حياة أطول فحسب مثل تيثونوس، بل يعيشون حياة أطول في حالة أكثر صحة، لذا إذا أردنا أن نعيش أكثر من متوسط العمر المتوقع وبشكل أفضل لفترة أطول، فسيتعين علينا أن نعمل بجد لكسب ذلك، وأن ننتبه لعاداتنا الصغيرة، وهذا ما فعله “زيلمان | Zelman”
لاحظ زيلمان أن زميله في العمل يشرب الصودا يوميًّا، فأثار الأمر فضوله، وقرر التحري عن أثر عادة شرب المشروبات الغازية، وبالفعل أجرى زيلمان دراسة سريرية على عينة مختارة من الأشخاص، وأوضحت نتائج الدراسة وجود ضعف في وظائف الكبد بطريقة تشبه بشكل مخيف التليف الكبدي الذي يصيب مدمني الكحوليات، وأُطلق على هذا المرض اسم “التهاب الكبد الدهني غير الكحولي | NASH”، واتضح لاحقًا أن هذا المرض وباء عالمي، يعانيه واحد من كل أربعة أشخاص، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسمنة والكولِسترول الزائد، وتكمن خطورته في أن معظم المرضى لا يدركون أنهم مصابون به، كما يؤدي في مراحله المتقدمة إلى الإصابة بأمراض مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
الفكرة من كتاب عمر أطول: علم وفن العيش لفترة أطول
نخاف جميعًا التقدم في العمر، ونود أن نحتفظ بصحتنا الجسدية والنفسية لأطول فترة ممكنة، فما الفائدة من طول العمر إن لم نتمكن من ترك السرير؟ ولا يعني طول العمر العيش إلى الأبد، فنحن لن نتمكن يومًا من التحرر من سهم الزمن، فكل شيء على قيد الحياة سوف يموت حتمًا، لكننا قد نتمكن من التحرر من تأثيرات سهم الزمن.
فما لعنة تيثونوس | Tithonus؟ وهل الشيخوخة هي المصير الحتمي؟ وكيف يمكن للطب مساعدتنا؟ وأخيرًا هل يمكن لتعديلات الروتين ونمط الحياة اليومي أن تتحول إلى دواء فعال للوقاية من الشيخوخة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب عمر أطول: علم وفن العيش لفترة أطول
بيتر عطية: طبيب كندي من أصل مصري، حصل على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة ستانفورد، ثم عمل طبيبًا مقيمًا في جراحة الأورام في مستشفى جونز هوبكنز، كما أسس شركة “عطية ميديكو”، التي تقدم خدمات الاستشارات الطبية للشركات والأفراد عن كيفية تحسين صحتهم.
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.