مِن موظف مثالي إلى مدير ناجح
مِن موظف مثالي إلى مدير ناجح
يُمكن لكل موظف مثالي أن يُصبح مديرًا ناجحًا عبر فهم نظرية الدوافع، هذه النظرية نتاج دراسات لباحث علم النفس الأمريكي “ديفيد ماكليلاند” حول العوامل أو المحفزات الرئيسة في إدارة أي فريق عمل، توصل “ديفيد” إلى ثلاثة محفزات أو دوافع، وهي الدافع إلى الإنجاز، والدافع إلى الانتماء والدافع إلى السلطة.
الدافع إلى الإنجاز هو الدافع الأساس الذي يدفع الموظف المثالي إلى وضع أهداف وتحديات وتخطيها، ويحتاج إلى هذا الدافع عند تولي منصب قيادي، لكن طريقة استخدامه سوف تتغير، فبدلًا من التدخل بشكل مباشر لأداء المهام أو حل المشكلات، سوف يُعين أعضاء الفريق على أداء مهامهم بفاعلية واستخدام مهاراتهم للتعامل مع الأزمات.
بينما الدافع إلى الانتماء هو الذي يقود الموظف إلى تحسين علاقته بالآخرين؛ قد يكون غرض الموظف خلق بيئة عمل مناسبة أو زيادة فرصة الترقي، وبغض النظر عن غرضه، بعد تولي منصب قيادي، ينبغي أن يوفر بيئة عمل مناسبة عبر التعامل مع المرؤوسين بود مع وجود حدود، حتى يُدرك المرؤوسون بطريقة غير مباشرة أنه المدير، ومِن ثَمَّ يأخذون انتقاده على محمل الجد، ويتخطى عديدًا من المواقف الصعبة مثل التعامل مع موظف يشعر بالغَيْرة أو موظف أكبر سنًّا.
وبالنظر إلى الدافع إلى السُّلطة، فالسُّلطة رغبة غريزية يرغب الإنسان في إشباعها، لذا ينبغي التحكم فيها في أثناء تولي منصب قيادي، فقد يُسيء بعض الناس استخدامها عبر استغلال المنصب لتحقيق مصالح شخصية، بدلًا من استكمال مسيرة نجاحه من خلال استخدام المنصب لتطوير أداء الموظفين والمؤسسة، فلنتخذ “دوجلاس مكميلون” المدير التنفيذي لسلسلة “وولمارت” مثالًا، فقد تولى منصبه عام 2013، ولم ينظر إلى المزايا الممنوحة بموجب السُّلطة، بل فكر في شكاوى الموظفين وسعى إلى رفع رواتبهم، كما قرر الاستثمار في التجارة الإلكترونية على الرغم من الانتقادات، فساهم في زيادة رضا الموظفين ورفع مبيعات الشركة، واختارته مجلة “CEOWORLD” ليكون أفضل مدير تنفيذي في العالم لعام 2019 .
الفكرة من كتاب كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا
في إحدي شركات الاستثمار العقاري مُحاسب يُدعى سامح، وهو موظف مثالي يؤدي مهامه بكفاءة عالية، ويشهد له زملاؤه بحُسن تعامله، كما يشهد له مديره باجتهاده وانتظامه في العمل، لذلك رُشِّح لمنصب مدير، زُفَّ إليه هذا النبأ لكن الجميع صُدِمَ عندما طلب مُهلة للتفكير!
هم لا يُدركون كمَّ التساؤلات التي تدور في ذهنه الآن، فهل لأنه موظف مثالي سوف يُصبح حتمًا مديرًا مثاليًّا؟ وهل سوف يُصبح ذلك القائد المغوار صاحب النظرة البعيدة المدى؟ أم سوف يكتفى بالسعي إلى الأهداف المطلوبة لتجنب المخاطر؟ وماذا عن مهاراته وخبراته في الوقت الحالي؟ هل ستُعينه على تأدية مهامه الجديدة والتعامل مع الفريق الحالي؟
لا بد أن كل فرد مُقبل على الإدارة مثل سامح فكّر في هذه الأسئلة، لكن لا مزيد من التفكير، لأن هذه الأسئلة أُجيبَ عنها في هذا الكتاب، فمن خلاله سوف نعرف مهارات الإدارة وكيفية اكتسابها وتطبيقها بكفاءة عالية.
مؤلف كتاب كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا
محمد الباز: رائد أعمال مصري ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الباز، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة عام ١٩٩٩ من جامعة المنصورة، وعلى درجة ماجيستير في إدارة الأعمال من معهد أستراليا لإدارة الأعمال عام ٢٠١٢، بالإضافة إلى المستوى الأول من شهادة مدير محافظ مالية معتمد لدى هيئة سوق المال من الجمعية المصرية لإدارة الاستثمار، قد أسس عديدًا من الشركات والمبادرات منها مبادرة “اعمل بيزنس” في عام ٢٠١٢ التي كانت نواة لإنشاء “أكاديمية اعمل بيزنس” في عام ٢٠١٧، التي تضم نخبة من المحاضرين ذوي الخبرة في مجال إدارة الأعمال لتقديم النصائح والعلم إلى أصحاب الأعمال، أطلق أيضًا سلسلة كتب “اعمل بيزنس” من تأليفه، منها:
المسار الوظيفي.
مستهدف المبيعات.
إتقان فن البيع والإقناع.