مُحرِّكات الإقناع
مُحرِّكات الإقناع
من المهم أن تبذل جهدك للتغلُّب على خصومك، فبإمكانك التفوُّق عليهم في الفكر والبديهة إذا ركَّزت على نقاط ضعفك وحاولت معالجتها وتقليلها، كذلك إذا ركَّزت على نقاط القوَّة لدى خصمك وحاولت إضعافها، واعلم أن هناك محركات سبعة للإقناع، وهي: التناقض والتبادل والالتزام والسلطة والندرة والبرهان الاجتماعي والمودَّة، وبالتأكيد فكلُّ محرِّك منها له استراتيجيات وأساليب خاصَّة.
حاول إيجاد المعيار الذي ترتكز عليه متطلَّبات الشخص الذي تريد إقناعه، واستخدم محرِّك التبادل أيضًا، فالتبادل يُفيدنا من حيث وجوب مقابلة الآخرين بمثل ما يقدِّمونه لنا، وله قوَّة تأثير، فعند التفاوض كن الطرف الأول الذي يُقدِّم تنازلًا أو ميزة وتنبَّه أن الطرف الآخر سوف يُقدِّم المقابل طبقًا لمبدأ التبادل قبل أن تُقدِّم أنت تنازلات أخرى!
أمَّا محرك التعهُّد والالتزام بالوعد فقد أكَّد البحث عنه أربعة اكتشافات، وهي أنه يمكن للموافقة الأوليَّة البسيطة أن تؤدِّي إلى وعود لاحقة أكبر، وأن التعهُّدات المكتوبة عادةً ما تكون أكثر فاعليَّة من الوعود الشفهية، كذلك أن التعهُّدات العلنية أقوى من التعهُّدات التي تكون على انفراد، وأننا كلما بذلنا مجهودًا أكبر حصلنا على تعهُّدات أكبر، وأنت عندما تطلب أي تعهُّدات فابدأ بالتعهُّدات البسيطة فمن الممكن أن تتحوّل إلى تعهُّدات أكبر! واعلم أنك غالبًا ما ستتورَّط بالالتزام التام بها.
وإذا كنت تاجرًا وتريد تكوين صنف أساسه الاحتكار حدِّد سعرًا أوليًّا ولا تسمح بتخفيض هذا السعر، وليكن البيع من خلال منافذ انتقائية، وليكن العرض كذلك أقل من الطلب، وحاول التأكُّد من أن ما تعرضه أمر مرغوب فيه ومألوف لدى الآخرين، ولا تنسَ أن المحبة لها تأثير سحري، فالمراسلون الودودون والمحبوبون أكثر تأثيرًا من غيرهم، وكذلك فإن الأشخاص الذين يتميَّزون بالوسامة والجاذبيَّة يتمكَّنون من إقناع الآخرين بصورة أسرع، فالمظاهر تلعب دورًا كبيرًا للتأثير في الناس، وليست الوسامة فقط هي ما تؤثِّر في الطرف الآخر، بل حتى التشابه مع الناس يجعلك أكثر قبولًا بينهم، فالناس تحب من يشبهها، ومع كل أسلوب اتَّبع طريقة المديح ما استطعت، لأن ذلك أيضًا يُكسبك ودَّ الآخرين ومحبتهم.
الفكرة من كتاب فنُّ الإقناع.. كيف تسترعي انتباه الآخرين وتُغيِّر آراءهم وتؤثر عليهم
رُبما تُلاحظ أن كثيرًا من المشاهير ورجال الأعمال والشخصيات السياسية يتمتعون بقوَّة الإقناع الفائقة، لدرجة أننا نتأثر بجميع كلامهم ونتبنَّى أفكارهم بكل سهولة، تُرى ما السر وراء ذلك؟ وهل تستطيع أن تكون أنت أيضًا شخصية مُقنعة ومؤثرة؟
هيَّا اكتشف الآن مهاراتك في فنون الإقناع، من يدري! لعلَّك أنت أيضًا تبدأ رحلة التأثير.
مؤلف كتاب فنُّ الإقناع.. كيف تسترعي انتباه الآخرين وتُغيِّر آراءهم وتؤثر عليهم
هاري مايلز: هو سياسي كندي، ولد في المملكة المتحدة عام 1874 ، وتوفي في كندا بشهر ديسمبر عام 1959.