مَن صانع الإبداع؟
مَن صانع الإبداع؟
حينما نتحدث عن الإبداع، لا يمكن أن ننسى عبارة “الإبداع يكمن في القدرة على إخفاء المصادر”، وهذه العبارة ساخرة لما يحدث من عمليات السرقة في الوسط الثقافي والفني، ويمكنك الآن أن تتذكر كثيرًا من الأعمال التي تُقتبَس أو أجزاءً منها من عمل آخر دون أن يُنسَب هذا الاقتباس إلى أصحابه، وعلى مر التاريخ حدث هذا الأمر وكان يُكتشَف بعد أن تشاهد العمل الأصلي وتتذكر المقتبس وهذه الطريقة تستغرق كثيرًا من الوقت، أما الآن صار من السهل اكتشاف هذه السرقة، فبعد عرض فيلم جديد بعدة أيام يمكن أن يظهر أحد على وسائل التواصل الاجتماعي بتقرير يوضح الفيلم الأصلي، أحداثه وقصته وصورًا منه، وهذا يحدث في الروايات والمقالات البسيطة والمتخصصة.
فحاضر الفنون والأعمال الأدبية ومستقبلها مرتبطان بالإبداع الحقيقي الذي يتميز بالإتقان وبذل الجهد للوصول إلى نتائج مبهرة.
وكما أن الذكاء الاصطناعي قد مكننا من اكتشاف عمليات السرقة الأدبية والفنية بسهولة، فهو قادر على إنتاج الفنون والأعمال الأدبية، فعن طريق تغذية الآلة ببيانات مُختلفة، يمكنها أن تُنتج لنا مُنتجًا أدبيًّا أو فنيًّا جديدًا تمامًا.
وهنا يأتي السؤال، من سيكون صاحب هذا الإبداع الجديد؟ أهو صاحب الآلة المنتجة، أم المبرمج الذي أنشأ برنامج الذكاء الاصطناعي الذي ينتج عنه الإبداع؟
ولأهمية هذا السؤال عقد المجلس الأعلى المصري للثقافة ندوة بعنوان “الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية”، وتناولت الندوة الحديث عن مفهوم الذكاء الاصطناعي، كانت بدايته من عام 1947م مرورًا بالتجارب المختلفة التي ولّدت لنا كمًّا هائلًا من البيانات التي تعتبر العامل الأكثر أهمية في التأثير في أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتي من دونها لا تستطيع الأنظمة العمل بكفاءة وفاعلية، وخلال الندوة أتى الحديث عن الجانب القانوني حول مفهوم الملكية الفكرية المرتبطة بإبداع الآلة التي لم يصل العالم فيها إلى قول فصل، فمثلًا بعض الولايات المتحدة تعترف بحق حماية هذا النوع من الإبداع لمدة 12 عامًا فقط، وبعضها لا يعترف بهذا الحق، وبعضها الآخر ينسب الإبداع إلى المبرمج، وآخر ينسبه إلى صاحب الآلة، والجدال بشأن هذه المسألة لم ينتهِ، ولكن جميع التوصيات جاءت بضرورة تشكيل مجموعات عمل مكونة من قانونيين وفنيين لدراسة وتنظيم هذا النوع من الإبداع.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
إن الهدف من الذكاء الاصطناعي أن يجعل حياتنا سهلة كأن يقرأ لنا كتابًا أو مقالًا أو يُلخصه، وأن يتوقع لنا مستقبل الأمراض بِناءً على تحليل البيانات المتاحة حاليًّا، ويتنبأ بالكوارث الطبيعية، وغيرها من الأمور المذهلة، ولكن هل حقًّا كل ما ينتج عن الذكاء الاصطناعي جيد أم هناك جانب مظلم ينبغي لنا أن نحذره؟
من خلال هذا الكتاب سنتعرف معًا الجوانب الإيجابية والسلبية للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
زياد عبد التواب: مساعد الأمين العام لنظم المعلومات والتحول الرقمي بجمهورية مصر العربية، حاصل على ماجستير في تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال من جامعة ميدلسيكس في المملكة المتحدة، لديه خبرة تزيد على 28 عامًا في مجال تصميم وإدارة الشبكات وأنظمة المعلومات، وحلول التحول الرقمي، وقد شغل عدة مناصب في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
له عدد من المقالات الفنية المتخصصة في مجلة الهلال، ومجلة المصور، ومجلة الديمقراطية، ومجلة لغة العصر، وجريدة روز اليوسف، كما ألّف كتاب “صفر واحد مدخل إلى الوعي الرقمي”.د