مَن صاحب القلب القاسي؟
مَن صاحب القلب القاسي؟
القسوة هي صلابة مقترنة بخلو القلب من الإذعان لآيات الله عز وجل، فقاسي القلب لا يتأثر بشيء ولا يبالي بالتأنيب، بعكس القلب اللين الذي يتأثر بكل شيء، ويتعظ ويتفكَّر فيما حوله، وصاحب لين القلب قد تمر بِه حالات قسوة أيضًا، فلا يخلو من ذلك أحد، ولكنه يعمل على معالجة هذه القسوة بأسرع وقت، وبالطريقة الصحيحة السليمة.
ويذكر الدكتور خالد أبو شادي أبرز علامات القسوة، فمنها: تعطُّل الحواس، فكأن الإنسان لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، فلا يهمه أن يسمع للحق ولا حتى أن ينطق بِه ولا يراه! أيضًا احتلال الدنيا للقلب، فيغرق الإنسان في أمور دنياه وينغمس في شهواته متناسيًا مصيره الأعظم في الآخرة، وضمن علامات قسوة القلب انتكاسةُ الفطرة والفرح بالخطيئة والتفاخر بالمعاصي والجهل بسوء العاقبة، فلا يندم المرء على زلاته، ويعيش في لامبالاة كأنه غير مُحاسب، أيضًا التألم الذليل على سفاسف الأشياء والأمور وليس على ضياع الثواب والأجور، واستقبال الذِكر بقلب متحجر بدلًا من اللين والخشوع، يقول عزو جل: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.
ولنعلم أن البكاء من علامات لين القلب ورقته، فالإنسان ذو القلب الحي يُبكيه شوقه لله وتبكيه ذنوبه وخطاياه وخوفه من النار، وذَكر الكاتب أن البكاء يأتي على عدة أنواع، منها: بكاء رحمة ورقة، وبكاء خوف وخشية، وبكاء محبة وشوق، وبكاء فرح وسرور، وبكاء جزع وعدم احتمال للألم، وبكاء حزن، وبكاء ضعف وخور، وكذلك بكاء نفاق (فالعين تبكي والقلب قاسٍ)، وأخيرًا بكاء الشخص على أمر يبكي عليه الناس حتى لو كان لا يدري لأي أمر يبكون فهو يبكي لبكائهم!
الفكرة من كتاب بأي قلب نلقاه؟
يقول رسول الله (ﷺ): “أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ”..
هل تساءلنا يومًا متى كانت آخر مرة تفقدنا فيها قلوبنا؟ هل هي حية سليمة، أم قاسية ميتة؟ إن في تصوُّرنا المعتاد أن الموت هو موت الجسد ولم يخطر ببالنا قطُّ أن موت القلوب أشد وأشقى، فلا بدَّ لنا من إنقاذ قلوبنا التي تعبت من طرقات الأوهام والفتن؛ قلوبنا التي تغيرت مع الأيام وكلَّت ومرضتْ.. فما أصعب مرض القلوب لو تعلمون!
في هذا الكتاب يأخذنا الدكتور خالد أبو شادي في رحلة إلى القلب، لنتعرف معًا لماذا القلب تحديدًا؟ وما الآفات التي يتعرض لها وكيف ننجو بقلوبنا، فهيَّا بنا في رحلة تطهير للنفس والسفر بقلوبنا إلى الآخرة.
مؤلف كتاب بأي قلب نلقاه؟
د. خالد أبو شادي: كاتب مصري الجنسية، ولد في محافظة الغربية، ودرس في الكويت، وأكمل دراسته الجامعية في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، له كتب ومحاضرات توعوية، وهو داعية إسلامية يُركز في دعوته على صلاح القلب ووسائل الخروج به من الظلمات.
من أبرز مؤلفاته:
ونطق الحجاب.
الحرب على الكسل.
رحلة البحث عن اليقين.
من الطارق.. أنا رمضان.
أول مرة أصلي وكان للصلاة طعم آخر.