ميلاد الإمبراطورية وتوسعها
ميلاد الإمبراطورية وتوسعها
أُسست الإمبراطورية الرومانية رسميًّا عام 27 قبل الميلاد، لكن كانت لها آثار موجودة قبل ذلك بكثير كالذي حدث بعد احتلال مدينتي الفيوم والإسكندرية وانتحار كليوباترا وزوجها عام 31 ق.م، وإذا عُدنا بالزمن إلى الوراء بعد انتصار القائد هنيبعل (Hannibal) عام 201 ق.م، نرى أن روما قد قرَّرت من وقتها أن تقضي على أي قوة تقف في وجهها، ولم يكن أمر التوسُّع مُخططًا له، إنما كان الهدف القضاء على خصوم روما في إيطاليا والمناطق المجاورة، ومع ذلك الهدف وجدت روما نفسها تتوسَّع، ووجد الرومان أنفسهم يتورَّطون في التوسُّع وفي رقابة الأراضي التي خضعت لهم.
وبدأ الأمر يكبر مع الحرب ضد قرطاجة وخلق مقاطعة أفريقيا، وقد حاول أحد النبلاء ويُدعى تيبوريوس غراشوس تحويل فكرة الاعتماد على عمليات الانتقاء التي تتخذها الإمبراطورية للتجنيد، إلى عملية التطوُّع الاختياري مع عرض المكافآت والغنائم، أدى ذلك فيما بعد بين عامي 91 و88 ق.م، إلى اندلاع حرب اجتماعية بين جيوش الجنرالات الكبار وجيوش المتطوعين انتهت بانتصار المتطوعين لأعدادهم الكبيرة بقيادة قيصر، وهكذا اتخذ قيصر وجيشه من التوسع وسيلة للحصول على المكافآت والغنائم، واستطاع إخضاع مناطق شاسعة تجرَّأ بسببها على المطالبة بالسلطة وأشعل حربًا أهلية في عام 49 ق.م، انتهت باغتياله عام 44 ق.م.
توسَّع العالم الروماني على نحو كبير مع مجيء الإمبراطور أوغسطس، وقد ضم نحو عشرين إقليمًا على جهتي المتوسط، وعلى عكس الماضي الديكتاتوري حاول أوغسطس تأسيس نظام فكري جديد وقوة اعتمدت على كلٍّ من روما والإسكندرية لتضمن استقرار الإمبراطورية في وقتٍ كثرت فيه الحروب، إذ يوجد على الجهة الشرقية البارثيون الذين يجب إخضاعهم، بينما على الجهة الغربية يوجد الجرمان، ولكن في أفريقيا الشمالية تُوِّجت محاولات الرومان بانتصارات كبرى وصلت إلى مناطق برقة وحتى موريتانيا، وقد استطاع الأباطرة من بعد أوغسطس إخضاع بريطانيا وجرمانيا والبلقان وأرمينيا ونصيبين.
الفكرة من كتاب الإمبراطورية الرومانية
تُعدُّ الإمبراطورية الرومانية إحدى كبرى إمبراطوريات العالم القديم رقعةً وتأثيرًا، كما أنها تميَّزت بطول عمرها على عكس معظم حضارات الأرض، مما دعا الكاتب إلى أن يؤلف كتابًا لن يلجأ فيه إلى الأحداث المتتابعة سواءً العسكرية أم التاريخية بقدر ما سينظر في أمور هذه الإمبراطورية إداريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، وكيف لهذه الأمور أن تكون سببًا أول في سقوطها على نحو واضح حتى قبل التهديدات الخارجية.
مؤلف كتاب الإمبراطورية الرومانية
باتريك لورو: أكاديمي وباحث فرنسي، وأستاذ في علم التاريخ في جامعة باريس الثالثة عشرة، وأستاذ علم الآثار في جامعة تولوز الثانية وأستاذ زائر في معهد الدراسات التاريخية المتقدمة في جامعة برنستون، نال درجة الدكتوراه في عام 1980 عن أطروحة بعنوان “الجيش الروماني والمنظمة الإيبرية”.
من أبرز أعماله:
بول فينيه والمؤرخون.
نقوش بايلو كلوديا الرومانية.
الإمبراطورية الرومانية في الغرب.
الفن في إسبانيا والبرتغال في العهد الروماني.
الرومان في إسبانيا: سياسة المدن والمقاطعات.