ميدان التربية والتشريع
ميدان التربية والتشريع
النبي (ﷺ)، أعرف الناس بالله، هذا الإنسان الرباني الذي كانت مهمته بعد أن عرف الله الواحد أن يعرِّف الآخرين به، ويعرِّف الناس بالإسلام كحضارة ربانية، شتان بينها وبين الحضارة المعاصرة، ولقد علَّمنا الرسول (ﷺ) التربية الصحيحة التي تقوم على وعي عام بغايات الوجود، ثم على وعي مفصل بمعالم الكمال التي أسهب الدين في شرحها.
ومن أهمِّ معاني التربية، مُراعاة ما يُحبه الله وما لا يُحبه، فالمؤمن بالله راغب في مرضاته، مسرع في فعل ما يحب وترك ما يكره، كما أن عدم الاعتداء والإحسان من القوانين القرآنية العامة التي تضبط مسالك الناس جميعًا، والتربية الإسلامية ينبغي أن تُبنى على احترام الحقوق والواجبات.
وفي الحضارة المعاصرة، نجد أن العالم الأول والثاني يُقرضان الشعب البائس في العالم الثالث، ويتم استغلال ذلك من قبل المدنية الحديثة ورموزها، وعلى الوجه الآخر تجد آثار رحمة الإسلام، وكيف رحم الدين المعسرين، وأيضًا فإن الإسلام كما حرَّم الربا حرم قسوة القلب وبلادة الفكر ورداءة الخلق ودوران بعض الناس حول ذواتهم، لا يحسُّون إلا حاجاتها، فالتقوى في ديننا عمل قلبي جليل أمر الله به في كل شيء، فكان لذلك أثره في الحياة والناس.
الفكرة من كتاب المحاور الخمسة للقرآن
القرآن الكريم كتاب يُعرِّف الناس بربهم، على أساس من إثارة العقل، وتعميق النظر، ثم يحوِّل هذه المعرفة إلى مهابة لله، ويقظة في الضمير، ووجل من التقصير، واستعداد للحساب.
عندما يسأل المسلمون: هل لله وحي يهدي العالم القديم والجديد إلى الحقائق، ويخرج الناس كلهم من الظلمات إلى النور؟ فإن إجابتهم المفردة: نعم، هذا القرآن الكريم! وستأتي الدلالة على تلك الإجابة، دلالة تاريخية موجزة، ودلالة موضوعية سوف يبسط الحديث فيها، وهي موضوع الكتاب الذي بين أيدينا.
مؤلف كتاب المحاور الخمسة للقرآن
محمد الغزالي: عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدُّ أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وعُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي، كما عُرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة.
من أبرز مؤلفاته: «عقيدة المسلم»، و«فقه السيرة»، و«كيف تفهم الإسلام»، و«سر تأخر العرب والمسلمين».