موقف محمد شحرور من عِلم الله (سبحانه وتعالى)
موقف محمد شحرور من عِلم الله (سبحانه وتعالى)
يظهر موقف شحرور من عِلم الله في قوله: “علم الله هو علم بكافة الاحتمالات قبل وقوع الحدث، ولكنه ليس علمًا حتميًّا بأي خيار أو احتمال سيتخذه زيد أو عمرو”، وهذا الذي يعتقده شحرور مثل من يقول: أنا أعلم الغيب، فنقول له اضرب لنا مثالًا، فيقول: أنت غدًا إما أنك ستعيش، أو إنك ستموت، وبالتالي فإن علم الله بالغيب في تصوُّر شحرور مقتصر فقط على علمه بالاحتمالات، فالله لا يعلم متى سأموت، ولا يعلم هل سأنجح في الامتحان أم سأرسب، ولا يخفى على أحد أن هذا الاعتقاد ظاهر البطلان والفساد.
لأن هذا القول يعني أن الله يعلم “الكليات” فقط، ولا يعلم “الجزئيات”! فعند شحرور علم الله هو علم رياضي تجريدي بحت، وبالتالي: “فليس في علم الله تفاحة صفراء وأخرى حمراء، بل هي موجودة في علمه كلها على شكل علاقة رياضية عددية بحتة!”، وهذا باطل، فالله (سبحانه وتعالى) يقول في كتابه الكريم: ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾، بينما في تصوُّر شحرور الله لا يعلم الجزئيات، لا يعلم أن البقرة حمراء أم صفراء!
وهذا القول بنفي علم الله بالجزئيات ليس جديدًا، بل سبقه إلى هذا القول عدد من الفلاسفة القدماء، كأرسطو وابن سينا، وقد أسهب علماء الإسلام في الرد عليهم كالإمام أبو حامد الغزالي الذي رد عليكم قائلًا: إن القول بأن “الله لا يحيط علمه بالجزئيات الحادثة في الأشخاص، لا تلائم الإسلام بوجه، ومعتقدها كذَّب الأنبياء (صلوات الله عليهم وسلامه)”.
فالذي يقول إن الله لا يعلم الجزئيات ويقتصر علمه على الكليات، يعني أن الله خلق العالم (الكلِّي)، ولا يعلم ما الذي يحدث ويجري بداخل العالم (الجزئيات)، وهذا يترتب عليه تكذيب الأنبياء والرسل، وتكذيب الوحي، وتكذيب وجود الجنة والنار، والثواب والعقاب، ما يعني أن الله لا يعلم بحالنا، ولا يعلم بعبادتنا له، وبالتالي فما الحاجة إذن إلى الصلاة والصوم والزكاة إذا كان الله لا يعلم شيئًا عن الجزئيات!
الفكرة من كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يستعرض هذا الكتاب منهج واحدٍ من الشخصيات المثيرة للجدل على الساحة العربية، وهو “محمد شحرور” الذي تم تقديمه على شاشات التلفاز على أنه باحث ومفكر ومجدِّد للفكر الإسلامي، ليبيِّن لنا من خلال تتبُّع الأسس التي يقوم عليها منهجه أنه عابث بمفردات اللغة ومعانيها، ويقوم بتحريف معاني ألفاظ آيات القرآن الكريم بوضعه معاني لا تتحمَّلها تلك الألفاظ، إذ لما استحال تزييف كلمات القرآن وتغيير حروفه، لجأ شحرور ومن صار على نهجه إلى تحريف معانيه تحت اسم “قراءة معاصرة” للقرآن، ما أدى إلى إفراغ آيات القرآن من معانيها ومقاصدها مبتدعًا مقاصد ومعاني جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، كما يبيِّن لنا الكاتب الأسس الفلسفية الفاسدة التي تبنَّاها شحرور ليُقيم عليها منهجه التلفيقي.
مؤلف كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يوسف سمرين: كاتب شاب له اهتمام كبير بالمجال الفكري والفلسفي، وله نشاط نقدي كبير، حيث صدرت له عدة مؤلفات، منها: “موقف ابن تيمية من نظرية الحادث”، و”تناقضات منهجية.. نقد أطروحة عدنان إبراهيم للدكتوراه”، إلى جانب كتابه “بؤس التلفيق”، كما أن له أعمالًا مسموعة مثل: “سلسلة مدخل إلى الفلسفة”.