موقف الفريق الشاذلي من تطوير الهجوم
موقف الفريق الشاذلي من تطوير الهجوم
أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا إلى القيادة الموحدة للجبهتين، التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط عن جبهة الجولان، فطلب الرئيس السادات من إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط عن سوريا، فأصدر إسماعيل أوامره بذلك على أن يتم التطوير صباح 12 أكتوبر.
عارض الفريق الشاذلي بشدة أي تطوير للهجوم خارج نطاق الــ12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، فأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي.
لكن بناءً على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية بقطاع الجيش الثالث الميداني (في اتجاه السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء الحادي عشر (مشاة ميكانيكي) في اتجاه ممر الجدي، واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر متلا، وفي قطاع الجيش الثاني الميداني هاجمت الفرقة 21 المدرعة في اتجاه منطقة “الطاسة”، وعلى المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه “رمانة”.
كان الهجوم غير موفق بالمرة كما توقع الفريق الشاذلي، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسي، هو أن القوات المصرية خسرت 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير بسبب التفوق الجوي الإسرائيلي.
بنهاية التطوير الفاشل أصبحت المبادأة في جانب القوات الإسرائيلية التي استعدت لتنفيذ خطتها المعروفة باسم “الغزالة” للعبور غرب القناة، وحصار القوات المصرية الموجودة شرقها، وأصبح ظهر الجيش المصري مكشوفًا غرب القناة؛ فيما عُرف بثغرة الدفرسوار.
الفكرة من كتاب مذكرات حرب أكتوبر
يتحدث الفريق سعد الدين الشاذلي عن أحداث حرب أكتوبر المصرية في كتابه “مذكرات حرب أكتوبر”؛ الذي جاء في عدة فصول أرخ فيها الشاذلي شهادته الكاملة عن فترة الإعداد للحرب وصولًا إلى روايته لما دار من وقائع خلال سير العمليات الحربية، وما دار خلف الأبواب المغلقة في غرف العمليات، وكيف تم التخطيط والتنفيذ لحرب أكتوبر والأخطاء الجسيمة التي تلت النجاح الابتدائي الباهر، كما يكشف الصدام الواقع بين العسكريين والسياسيين.
مؤلف كتاب مذكرات حرب أكتوبر
الفريق سعد الدين الشاذلي (1 أبريل 1922- 10 فبراير 2011)، هو قائد عسكري مصري، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لمصر لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكري. ويعدُّ واحدًا من أهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة، ويوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر المجيدة، وهو واضع خطة العبور.
كتب العديد من الكتب عن الحروب والسياسة منها: “حرب أكتوبر، والخيار العسكري العربي، والحرب الصليبية الثامنة وأربع سنوات في السلك الدبلوماسي”.