موقع العمل من حياتك
موقع العمل من حياتك
لا بد أن تعلم أنك حر ولا قيد للعمل عليك مهما كان مقدار المال الذي تكسبه منه، وأن بوسعك اختيار أكثر طريقة مريحة ومربحة في الآن ذاته. أنت تعمل لتعيش، لا تعيش لتعمل، وصحيح أن العمل يشكل جزءًا هامًّا من حياتك إذ ترتبط به طموحاتك وأهدافك، إلا أنه يجب ألا يتعدى كونه جزءًا، كيلا تفقد حياتك معناها.
أجرى الباحثون في كلية لندن للاقتصاد تجربة لمعرفة مدى سعادة الناس بعملهم، كان قائدها “أليكس برايْسن”، فتتبعوا خمسين ألف شخص لمدة ثلاث سنوات عبر تطبيق لرصد السعادة خاص بالهواتف الذكية يدعى Mappiness، وتوصلوا إلى أن معظم المشاركين في التجربة تعساء في عملهم، وأرجعوا هذا إلى الضغط الذي يعانونه ويحولهم إلى أشخاص أكثر كآبة وإحباطًا مما هم عليه. ومؤخرًا أصبحت معاناة العمل تطغى على مقابله المادي الذي يحصله الفرد، أظهر مؤشر Gallup-Healthways well-Being أن الأمريكيين خلال السنوات الخمس الأخيرة باتوا ينزعجون من عملهم أكثر من ذي قبل، إذ يعمل 71% منهم خلال العطلات و30% منهم لا يستريحون حتى لتناول الغداء، مما يجعل أمريكا تتكبد سنويًّا نحو 300 مليار دولار تكلفة “أزمة فسخ الالتزام”.
جملة القول بهذا الشأن أن أيامك على هذه الأرض معدودة، وعليه لا بد أن تقضيها في عملٍ تحبه، وفي حال أجبرت على عمل لا يروقك فافعله بالطريقة التي تحب، وعليك أن تدرب نفسك طيلة الوقت على أنك صاحب الخيار، تأسيًا بقول الفيلسوف والكاهن بِيَار تيلار دي شارْدِين: “نحن لسنا بشرًا نخوض تجربة روحية، إنما نحن كائنات روحية تخوض تجربة بشرية”، وكان يعتقد أننا جميعًا نشكل نقاطًا ضمن دائرة من الوعي، وأنك إن كنت عند نقطة ما مجرد فرد يعيش بروتينية، فأنت ما زلت جزءًا ضمن وحدة عالمية لن تكتمل من دونك.
الفكرة من كتاب تحرر! أحبب عملك.. أحبب حياتك
اليوم أصبحت شكاوى العمل شيئًا مألوفًا جدًّا على أسماعنا، ورغم اختلاف أماكن العمل وطبيعتها فإن معظم الشكاوى متشابهة، كالضغط الزائد والتسابق المستمر وسيطرة الجو المشحون بالتوتر.
ولكن هل حاول أحدٌ ممن يشكون يومًا أن ينظر إلى الأمور المعقدة على نحو أقل جدية؟ هل تساءل أحد ذات مرة ماذا سيحدث إذا هدأ من روعه؟ هل فعلًا التعقيد في العمل نفسه أم إنه كامن في نظرته؟ وهل تفك النظرة البسيطة اشتباك العقد؟
الآن جئنا نجيب عن كل تلك الأسئلة، وننفض عن العقول عناء التفكير الذي لا ينقطع عن العمل والحياة.
مؤلف كتاب تحرر! أحبب عملك.. أحبب حياتك
كريس باريز براون: كاتب رائع في المجالات التحفيزية، أسس شركة Upping Your Elvis، كما أن له دورًا بارزًا في إضفاء مهارات قيادية خلاقة على عالم التجارة، تظهر من خلال عمله مع شركات مثل: Coca-Cola وNike وWPP وDiageo، ومن أهم أعماله:
تألق وأبدع.
WAKE UP!: Escaping Life on Autopilot
Shine: How to Survive and Thrive at Work
معلومات عن المترجمة:
ماريا الدويهي: مترجمة متميزة، من أشهر ترجماتها:
الصحراء تشتعل.. لورانس العرب وأسرار الحرب البريطانية في الجزيرة العربية.
خط في الرمال.. بريطانيا وفرنسا والصراع الذي شكل الشرق الأوسط.