مودة ورحمة
مودة ورحمة
إن المرأة المُسلمة الصالحة، هي تلك التي تُحسِن عشرة زوجها، وتطيعه بعد طاعة ربها، وقد كانت هُناك وصية مأثورة عن إحدى نساء العرب وهي أُمامة بنت الحارِث، لابنتها ليلة زفافِها تنصحها فيها بالخضوع بالقناعة، وحسن الطاعة، وألا تقع عينه منها على قبيح، ولا يشم منها إلا أطيب ريح، وأن تتفقد موعِد نومه وطعامه، وأن تحرص على ماله وأولاده، وألا تعصي له أمرًا، ولا تُفشي له سِرًّا.
ومما يجعل عيش المرأة مع زوجها سعيدًا، أن تُحسِن استقباله حين عودته، فلا تتركه إن وجدت صدره ضائِقًا، بل تسعى إلى تلبية طلباته دون سؤاله عمّا به، فما أن يستريح تستطيع سؤاله حينها، وقد يُفضي هو لها من تلقاء نفسه، وعليها أن تُقدِّر غَيْرَتَه، وأن تحفظ له الفضل، فقد وردت قصة عن ملك المغرب “المعتمد بن عبّاد” أنه اشترى يومًا جارية، فأعتقها وتزوجها، وذات يومٍ حنّت إلى ماضيها، واشتهت أن تلعب في الطين، فجاء لها به وجعلها تلعب، وكانت كلما غضبت قالت في وجهه: إنني لم أرَ منك خيرًا قط! فيبتسم ويقول لها: ولا يوم الطين؟! فتخجل!
وقد قال رسول الله ﷺ إن أكثر أهل النار من النساء، لأنهن يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت لإحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منكَ خيرًا قط. والرجل الذي يعرف طبع المرأة لا يغضب من ترديدها أنها لم ترَ منه خيرًا قط.
الفكرة من كتاب أسعد امرأة في العالم
كَم تُحبينه؟ مهلًا، فأنا لا أقصد زوجك، أو أباكِ، أو أخاكِ، أو غيرهم من المحارِمِ والأرحام، بل قَصَدت بسؤالي: هل تفكرتِ يومًا وسألتِ نفسكِ كم تُحبين الله -عز وجل- ورسوله ﷺ؟ إنني على ثقة بأن إجابتكِ تنصُّ على محبتكِ لهما أكثر من أمكِ وأبيكِ ونفسكِ، ولكن اعلمي أن مِصداق هذا الحُب هو فِعل كُل ما أمرنا به الله (جل وعلا)، واجتناب كُل ما نهانا عنه، وها نحنُ قد جئناكِ بهذا الكِتاب ليكون لكِ بمنزلة البوصلة التي ستُعيد توجيه عواطِفكِ إلى الله -سبحانه وتعالى- وإلى من أرسله رحمةً للعالمين.
مؤلف كتاب أسعد امرأة في العالم
عائض القرني: هو كاتِبٌ، وداعيةٌ إسلامي سعودي، تخرّج في كُلية أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم حصل على الماجستير في الحديث النبوي، ثم نال درجة الدكتوراه، وبدأ عمله في التدريس للطلاب.
قدّم عديدًا من البرامج التلفزيونية، وله عدد كبير من المؤلفاتِ والكُتُب، ومنها:
لا تحزن.
الإسلام وقضايا العصر.
احفظ الله يحفظك.
سياط القلوب.