موت السكن
موت السكن
ربما يجوب الواحد منِّا الأرض باحثًا عن شريكٍ لحياته يلازمه طوال عمره، وإلى أن يلقاه ويجتمع به تحت سقفٍ واحدٍ، يظل شعور النقص والاحتياج إليه موجودًا لا محالة، ولكن كالعادة الفراقُ أمرٌ حتميٌّ على البشر.
إن شعور الوحدة الذي يخلّفه فقدان شريك الحياة يبدو مدمرًا للنفس، خصوصًا إذا جاء هذا الفقد بعد عِشرة طيبةٍ طويلةٍ، إذ يغدو كل شيءٍ في البيت بلا روحٍ، وينزع الدفء من جدرانه نزعًا، فهلّا توقفت يا سيدي عن إخبار أحدهما بأنك تشعر به حقًّا؟ فهي لا تستوعب مثلًا أن تقول لها -وهي في عمق خسارتها- إنها ما تزال صغيرة وإن بإمكانها أن تتزوج مرة أخرى بكل هذه البساطة، وهو لا يستوعب أن يخمن له أحدهم متى سيستطيع تخطي الأمر، ولا أن يشير أحد بافتراض مدى سعادته بالسنوات أو الأيام التي قضاها بصحبة شريكة حياته قبل أن يفقدها، ولا أن يقارن بين فقده لها وبين فقده لأي شيءٍ آخر كي يشعره بأنه على دراية بما يشعر به هو من ألم.
قل له: آسف لخسارتك، أشعره بتقديرك لحزنه ولا تجبره على تجاوزه سريعًا، ادعُ الله له أن يساعده على التئام جروح قلبه من هذا الفقد، اسأله كيف يشعر ودعه يتحدث إن أراد دون تعليق، كن بجانبه حقًّا، وتحدث معه عن زوجه بلا ارتباكٍ، اروِ له مواقف جمعتكما وكان لها أثرٌ طيبٌ في نفسك، ويمكنك أن تتولى عنه بعض شؤون البيت الذي لا يستطيع عملها في حالة حزنه، كما يمكنك الاعتناء بأطفاله أيضًا والتخفيف عنهم، أشياء كثيرة يمكنك أن تفعلها لأجل مساعدته، فلا تتأخر.
الفكرة من كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
ربما لا يمر شهرٌ أو حتى أسبوع إلا ونحتاج فيه إلى أن نمد يد المساعدة لمن حولنا، سواء بالقول أو الفعل، لكننا كثيرًا ما نقف مكتوفي الأيدي لا ندري ماذا نقول أو ماذا علينا أن نفعل بالتحديد كي يكون لمساعدتنا أثر في نفس المصاب أو المتألم، فلا شك أن المصائب تلجم الشخص منا وتشتت تركيزه عن كيفية التحكم في مشاعره أو مد يد العون إلى الغير، ولكن في النهاية لا بد أن نتخطاها ونفعل ما هو واجبٌ علينا من الدعم والمساندة تجاه الناس ومن نحب.
تمدنا الكاتبة بطرق واقعيةٍ يمكننا الاستعانةُ بها في دعم كل من يتعرضون لمصابٍ ما أو يمرون بأوقاتٍ صعبة تفوق قدرة تحملهم، لعلنا نستطيع بها أن يهوّن بعضنا على بعض، ونخفف من وطأة الألم على صاحبه، ولكن قبل أن نكتشف هذه الطرق، لا بد أن نعرف أولًا المواقف التي تحتاج منِّا إلى المساعدة.
مؤلف كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
لورين ليتوربريجز: كاتبة معاصرة، تعيش في مدينة ريدلاندس الأمريكية، متزوجة ولها ثلاثة أولاد، حصلت على شهادة في علم النفس، وعملت بها لمدة تجاوزت العشرين عامًا، تميزت في مجالي الكتابة والخطابة، كما أن لها اهتمامات عدة بالمسرح والأدب والتاريخ، ولم يؤخرها اهتمامها ورعايتها لأبنائها عن أن يكون لها عملًا خاصًّا، فهي تمتلك شركة -مقرها منزلها- تهتم بأمور الكتب والتصميمات، كما أنها تخصصت أيضًا في مجال العقار، وهي تهتم بشكلٍ عام بكيفية الاستفادة من المواهب والهوايات والاهتمامات الشخصية وتوظيفها لكي تكون مشروعًا وعملًا ذا قيمة.
معلومات عن المُترجم:
هُدى بهيج: مُترجمة مصريّة، عملت على ترجمة عدد من الكُتب، منها: خمس دقائق كل يوم، إبراهيم: معجزة قفزة الإيمان، الضغوط مفاتيح الانتصار على الاكتئاب.