مواقع التواصل وإيجابياتها
مواقع التواصل وإيجابياتها
من المهم ترسيخ الأسرة مبدأ نسبيَّة ما هو جيد ومفيد للطفل، فما يعد كذلك لطفل ما قد لا يكون نافعًا بالنسبة إلى طفل آخر أو أسرة أخرى، وذلك لاختلاف المبادئ والظروف والتحديات التي تعيشها كل أسرة، ومن إيجابيات مواقع التواصل والألعاب الإلكترونية أنها تجسد ثقافات العالم، فقديمًا كان الناس يعيشون منفصلين ثقافيًّا بسبب صعوبة التواصل، لكن المعرفة اليوم أصبحت واسعة بسبب ثورة المعلومات في العالم، وأصبح من السهل معرفة ما يجري في العالم وفهمه.
أيضًا من إيجابيات مواقع التواصل تعزيز القدرات العقلية المختلفة عند الأطفال بقدر الاستفادة من التمارين الرياضية، إذ يولد الطفل بمخ أكثر مرونة، وتقل هذه المرونة مع تقدم السن، فبعض ألعاب الفيديو للصغار تساعدهم على اتخاذ القرارات السريعة وإيجاد حلول كثيرة للخروج من المشكلات، كما أنها تساعدهم على التحليل الجيد واتخاذ القرارات السريعة، وعلى تقوية الذاكرة وتركيز الانتباه أيضًا، وتساعدهم على اكتشاف المهارات الذهنية، وقد تساعد بعض المواقع على إعادة وصل العلاقات الاجتماعية المنقطعة بين الزملاء والجيران، وبهذا يصبح العالم الافتراضي عامل دعم للعالم الواقعي.
وفي أحيان كثيرة قد تكون بعض المواقع وسيلة للرقي والتهذيب الأخلاقي، وتعزيز أشكال التواصل الجيدة مع الذين يعانون افتقار أسرهم إلى الآداب، وكذلك إنضاج الوعي، مع تحسين الوعي العام والمستوى الثقافي لدى الناس، ما يساعد على سهولة التطلع إلى الأخبار اليومية والتحليلات وردود أفعال العالم، وأيضًا من الإيجابيات مساعدة الطلاب على إتمام واجباتهم المدرسية وكتابة البحوث والإجابة عن التساؤلات، وتدريب الصغار على الكتابة وتحمل مسؤولية التأثير المعرفي، إذ أصبح التدوين مجانيًّا، ومن أهم ما وفَّرته المواقع للمستوى الثقافي هو إمكانية التعلُّم عن بعد.
الفكرة من كتاب أولادنا ووسائل التواصل الاجتماعي
نظرًا إلى ما تعانيه الأسر من الحيرة في كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية في ظل ما تمنحه هذه التقنيات من فوائد، وما تخلفه أيضًا من مخاطر، وإدراك الجميع بأنهم غير مخيَّرين بين إبقاء هذه التقنيات في المنزل، وإخراجها منه، فقد أصبحت تلك الوسائل جزءًا لا يتجزأ من حياة الفرد، ويتناول هذا الكتاب ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي وما يترتب عليها من تأثيرات سلبية وإيجابية، ويضع بعض الحلول الممكنة لمعالجة هذه المشكلة.
مؤلف كتاب أولادنا ووسائل التواصل الاجتماعي
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار: كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود، ويعدُّ أحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، وقد حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، وعلى الماجستير والدكتوراه من الكلية نفسها.
ألَّف العديد من الكتب، منها: المراهق وطفل يقرأ والقواعد العشر وتكوين المفكر.