مواقع التواصل الاجتماعي وحصان طروادة
مواقع التواصل الاجتماعي وحصان طروادة
إن مواقع التواصل الاجتماعي تعرف عنك ما يفوق بكثير ما عرفته أكثر الحكومات تطفلًا وشمولية عن مواطنيها، بل حتى أكثر مما تعرفه أنت عن نفسك، لأن النموذج التجاري لهذه المواقع مبني على المراقبة، فهي مصمَّمة كحصان طروادة لاختراقك دون أن تدري، ألم تتساءل يومًا عن سبب كون جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي مجانية؟! إن سبب مجانية تلك التطبيقات ليست لأنها تطبيقات خيرية، أو أنها هي المنتج، بل المنتج الذي يتم بيعه هو انتباهنا، والعملاء الذين يريدون انتباهنا هم المعلنون، فنحن نقوم بأشياء ونشارك أشياء ما كنا لنقوم بها أو نشاركها إذا كانت تلك التطبيقات غير مجانية، أو لا تحظى بانتباهنا، فأنت تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي مجانًا، لأن “عينيكَ” هما ما يباع هناك! فالشركات والمعلنون على استعداد لإنفاق المليارات من أجل الحصول على عينيك أو ما يعرف بـ”اقتصاد الانتباه”.
وبناءً على ذلك، فإن كل لحظة انتباه تقضيها في التنقُّل داخل مواقع التواصل الاجتماعي تحقق ثروة لشخص آخر، وحسب نيويورك تايمز فإن مستخدمي فيسبوك وحدهم يعطون الموقع ما يعادل 39 ألف و757 عامًا من الانتباه يوميًّا، وهو انتباه لم نولِه لعائلاتنا أو أصدقائنا أو أنفسنا، وهذا لو تعلم أمر جلل! لأن انتباهنا هو أعز شيء لدينا، ولا نشعر إلا بما نولي انتباهنا له، كما أننا لا نتذكر إلا ما نوجه انتباهنا إليه!
كما أن تلك المواقع تؤثر في علاقاتنا الواقعية، ما ينعكس بالتبعية على صحتنا النفسية، فدراسات عديدة تشير إلى أنه كلما زاد استخدام الشخص لوسائل التواصل الاجتماعي، تقل سعادته، كما أن مجلة علم الأوبئة الأمريكية توصلت إلى أن هناك علاقة بين مواقع التواصل الاجتماعي وبين شعور الإنسان بالتعاسة، إلى جانب أن مجلة هارفارد بيزنس ريفيو اكتشفت أن كلًّا من الإعجاب بمحتوى الآخرين والنقر على الروابط يؤدي إلى نقص في الصحة الجسدية والنفسية وعدم الشعور بالرضا عن الحياة، ما ساعد على انتشار الانتحار.
الفكرة من كتاب كيف تقطع علاقتك بهاتفك؟
إن الهاتف يعد أول شيء يمسك به الإنسان المعاصر بعد الاستيقاظ من النوم، كما أنه يعد آخر شيء ينظر إليه قبل الخلود إلى النوم، كما يمضي عليه أغلب يومه، ثم يتساءل أين ضاع الوقت وكيف مضى؟! وكثيرًا ما تريد أن تقلص عدد الساعات التي تقضيها مع هاتفك، ولكنك لا تعرف السبيل إلى ذلك، وبالتالي فإن التخطيط لحياة ممتعة وسعيدة يتطلَّب منك إعادة النظر في كثير من العادات والمفاهيم، ولا يوجد في حياتك المعاصرة أجدر من إعادة النظر في علاقتك بهاتفك الذكي، وهذا الكتاب يكشف لك الكيفية التي صُمِّمت بها الهواتف الذكية والتطبيقات من أجل أن تسبِّب لك الإدمان، وستتعلَّم كيف أن الوقت الذي تقضيه عليها يضر بقدراتك على التركيز، والانتباه، والتفكير العميق، وتشكيل الذكريات الجديدة، وكيف تؤثر في حياتك الواقعية، وفي جسدك ونفسيتك، ما يدعو إلى إعادة النظر في تلك العلاقة، وإعادة هيكلتها من جديد على أسس تستخلص منها ما ينفعك، وتترك ما يسيء إليك.
مؤلف كتاب كيف تقطع علاقتك بهاتفك؟
كاثرين برايس ، هي كاتبة حائزة على العديد من الجوائز، كما أنها صحفية علمية ظهرت أعمالها في نيويورك تايمز، ومجلة واشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز، وغيرها، ومن كتبها:
Vitamania: Our Obsessive Quest For Nutritional Perfection.
101 Places Not to See Before You Die.
Gratitude: A Journal: (Thankfulness Journal, Journal for Women).
Birth.