مواجهة الضغط النفسي
مواجهة الضغط النفسي
أغلب مواجهات الإنسان في الحياة تُسبِّب له أزمات نفسية وضغوطًا نفسية متكرِّرة، وهذا لأن مواقف الحياة مُفاجئة، وهذا يُكسِب الإنسان نضجًا أكثر وخبرة حياتية للتعامل مع المواقف، ولكي يسهُل على الإنسان مواجهة تلك الضغوطات النفسية عليه التعرف على مصادر هذه الضغوطات وكيفية مواجهتها، وأشارت دراسات متعددة أن هناك أكثر من نصف مليون مواطن بريطاني لديه ضغوطات نفسية مزمنة بسبب العمل، وبعض الدراسات أيضًا تُشير إلى أن مواجهة الضغوطات أمر فطري لكنه يحتاج إلى التدريب والتطبيق، وقد يتطوَّر الضغط النفسي ويحتاج إلى استشارة تخصصية وعلاج.
الضغط النفسي يعد سلاحًا ذا حدين له أضرار ومنافع، وأيضًا يختلف من شخص إلى آخر، بل قد يختلف عند الشخص ذاته من وقت إلى آخر، ولكي يوازن الإنسان بين ظروف الضغط النفسي ومواجهة هذه الظروف فعليه أن يرى الزوايا كاملة من جميع الاتجاهات، ومنها ظروف الضغط النفسي والقدرة على المواجهة والقدرة الجسدية والسلوك العاطفي عنده، وقد لخَّص الكاتب كيفية حساب مستوى الضغط النفسي في معادلة قائلًا: “مستوى الضغط النفسي = ظروفًا قد تؤدي إلى الضغط + استجابتنا لهذه الظروف (على الصعيد الجسدي، والعاطفي، والإدراكي، والمسلكي) + أهمية هذه الظروف في حياتنا (هل تُشعرنا بسعادة، أو بحزن، أو بقلق، أم أنها لا تُحدِث أي فارق في حياتنا؟)، وقد يُستخدم الضغط النفسي بطريقة إيجابية لو كان بمثابة قوة دفع للشخص للقيام بأعمال مهمة في حياته ويُحفِّزه على المبادرة، فالقليل منه مفيد والكثير منه له أضرار جسدية ونفسية مستعصية، وردود الفعل على الضغط النفسي وتأثيراته تختلف من شخص إلى آخر حسب قدراته.
ومثال على تأثير الضغط النفسي في الفرد: جون سميث، وهو موظف وأب ورجل متزوج لديه ثلاثة أطفال، فُصِل من عمله الذي يحبه وهو لديه مسؤوليات كثيرة، وهذا الضغط النفسي الناتج عن فصله أظهر عليه أعراضًا مرضية متعدِّدة، ومنها: ارتفاع معدل ضربات القلب، والأرق، والغضب الشديد، وفقدان الشهية، والإرهاق المستمر، فهنا مواجهته لهذا الضغط النفسي وظروفه سبَّبت له أعراضًا ظاهرية جسدية وسلوكية مؤثرة.
الفكرة من كتاب الضغط النفسي
عُمر الإنسان يتمثَّل في مراحل حياتية مختلفة متطوِّرة، يزداد سنًّا وخبرةً ويُحصِّل تجارب مختلفة، لكن مع هذا كله يمر بتجارب ليست يسيرة بالمرة، بل تُعرِّضه لكثير من المواجهات، ما يجعله مُعرَّضًا لضغط نفسي كبير لكي يستطيع التحمل لأن مواقف الحياة تُفاجئ الإنسان كثيرًا، فقد يحدث أمر واحد يقلب حياته رأسًا على عقب بعد استقرار تام، وفي عصرنا هذا أصبحت الإصابة بالضغوط النفسية شيئًا متوقعًا، وفي هذا الكتاب يعرض لنا الكاتب كيفية مواجهة الضغط النفسي وأسبابه، وكيف تساعد نفسك للتغلب عليه.
مؤلف كتاب الضغط النفسي
الدكتور غريغ ويلكنسون: أستاذ في الطب النفسي الارتباطي بجامعة ليفربول، ودرس الطب في جامعة إدنبره، وتدرَّب في مستشفى مودسلي في لندن، ويقوم بإجراء دراسات حول الصحة العقلية، وله موقع على الإنترنت مهتم بالصحة النفسية للعائلة يُسمى “طبيب العائلة Family Doctor”.
معلومات عن المترجمة:
زينب منعم: ترجمت عدة كتب منها: “هشاشة العظام” لجولييت أ. كومبوستن، و”المناخ” للور شيميري، و”الاكتئاب” لكوام مكنزي.