مواجهة الاختلاف
مواجهة الاختلاف
لقد تطرَّق القرآن الكريم إلى علاج المشكلات الزوجية، فقد وضَّح لنا الله (تبارك وتعالى) كيفية التعامل معها، لأن الإسلام حريص على المودة والرحمة وحلِّ الخلافات، ولكي نختار الحلَّ المناسب لأية مشكلة، فهذا ينبع من آلية التفكير واتخاذ القرار ثم تحديد المشكلة ووضع الحلول المقترحة لها ثم تقييم هذه الحلول وإبعاد الحلول غير العملية ثم تحديد مخاطر الحل المناسب، وبعدها تأتي النتيجة، ومن الجميل أن تجعل لك دفترًا وتكتب فيه إنجازاتك ونجاحاتك في علاقتك حتى تفرح بما قدَّمته.
إن التخطيط يعني (التوقُّع المدروس للنتائج مستقبليًّا)، وهذا يعني أن نخطِّط لحدوث مشكلة حتى نتفاداها، وقد يبذل أحد الزوجين كلَّ ما بوسعه لعلاج مشكلة ما ثم يصل إلى مرحلة الإحباط.. الإحباط الذي يؤدي إلى العدوان والنكوص والأمراض النفسيَّة والغضب واللامبالاة والقلق، ولهذا على المؤمن أن يثق بحكمة الله وقدرته، ويجاهد نفسه على الصبر إلى أن ييسِّر الله له الأمور.
إن الاختلاف هو سنَّة الحياة، فلا تتوقَّع أبدًا أن يتشابه معك شريكك في كلِّ شيء! ولكن الذكاء يكمن في التكيُّف مع هذا الاختلاف، وهناك بعض العوامل التي تجعل الخلاف بين الزوجين بنَّاءً، مثل الصراحة التامة وتقبُّل النقد وتحمُّل غضب الآخر ومراجعة كلِّ طرف لنفسه، أمَّا العوامل الهدامة فهي تتمثَّل في العداوة الصريحة وعدم النسيان وتكبير المشكلات والخصام والتهديد بالانفصال.
وقد تكون الاختلافات على أصول الدين والعبادات، وفي هذه الحالة نرجع إلى قول الله تعالى فقط، أمَّا الحل فيأتي بالتدريج، ولكن لو كان الخلاف في أمور الحياة والمنزل يمكننا أن نغلِّب فيها رأي الزوج تارة ورأي الزوجة تارة أخرى، فنحن فقط نحتاج إلى سعة الصدر والمرونة، ولا بد أن تكون نظرة الزوجين إلى المشكلات نظرة صحيحة غير معقَّدة حتى يتعاملا مع أي مشكلة بنفس مطمئنَّة.
الفكرة من كتاب المشاكل الزوجية.. فوائدها وفنُّ احتوائها
إن المشكلات الزوجية ليست نهاية الحياة، ولا تدلُّ أبدًا على انهيار العلاقة بين الطرفين، بل إنَّ لها العديد من الحلول، وتستلزم منَّا الإدارة السليمة والمنطقية، إنها فقط تحتاج إلى التعامل الليِّن المرن، وفي هذا الكتاب يشرح لنا الأستاذ جاسم المُطوَّع جميع جوانب المشكلات وفنون احتوائها.
مؤلف كتاب المشاكل الزوجية.. فوائدها وفنُّ احتوائها
جاسم محمد المُطوَّع: إعلامي كويتي الجنسية، وهو رائد ومتخصِّص في المجال التربوي الأسري، كان قاضي الأحوال الشخصية بدولة الكويت، وهو رئيس مجلس إدارة بيت السعادة الوقفي التابع للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت، من مؤلفاته: “لماذا تظلمون المرأة؟“، و”الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية“، و”الوقت عند المرأة“.