مهمة القائد
مهمة القائد
وبما أننا نعيش في عالم يكثر فيه التغير والتقلب في المجتمعات والأسواق والعملاء والمنافسة، مما يدفع الشركات إلى خلق استراتيجيات جديدة تجبرها على توضيح قيمها وتغيير طرائق عملها، وهنا تكمن أصعب مهمة يواجهها القائد وهي خلق عملية التكيف، بجعل العاملين يلتزمون بالعمل التكيفي للتغيير، لذا وجب على القائد أن يكون على دراية تامة بما يتطلبه هذا التغيير كأنه يبصره من شرفة، فيدرك تمامًا وجهته، وما الذي يجب أن يعمل على تغييره، وهذا يتطلب منه تحديد المشكلات والعمل على تغييرها، وهنا يختلف أسلوب القائد عن المدير، إذ إن المدير لا يصل إلى مواقع السلطة إلا لأنه يتحمل مسؤولية حل المشكلات، أما هذا التغيير فلا يمكن لفرد واحدٍ القيام به، لذا وجب على المديرين أن يبادروا إلى كسر القوالب النمطية القديمة من خلال دفع جميع الأقسام إلى التعاون على إيجاد الحلول والتعلم بعضهم من بعض.
كما أننا يجب ألا ننسى أن عملية التكيف مع التغيير شاقة ومتعبة، إذ تعرض جميع الأفراد لحالة من القلق والاضطراب من جرّاء قيامهم بأدوار جديدة في بناء العلاقات وممارسة القيم والسلوكيات وخلق طرائق عمل جديدة بأنفسهم، مما يدفعهم إلى التردد في بذل الجهد والتضحية، لذا وجب على القادة السيطرة على هذا القلق من خلال دفع الموظفين إلى مناقشة القضايا وطرح آرائهم، ومن ثم يأتي دور القائد لتقديم التوجيه، وطرح أسئلة صعبة لتنشيط الذكاء الجمعي لدى الموظفين ويساعدهم على تمييز القيم الراسخة من الممارسات التي يجب الاستغناء عنها
ويشعرهم بقدر من ضغط الواقع من أجل حثهم على التغيير، وبدلًا من إلقاء اللوم وخلق النزاعات بين المديرين، يحاول القائد الحفاظ على الانتباه المنظم والسعي إلى السيطرة على القضايا المسببة للخلاف، من خلال تعميق النقاش ومن ثم إظهار التعاون لحل المشكلات، فبدلًا من فرض التحكم وأسلوب السيطرة، يمنح القائد الموظفين الثقة بأنفسهم ويساعدهم على تحمل المسؤولية وإيجاد الحلول بأنفسهم، وأخيرًا يولي القائد أهمية كبيرة للآراء المعارضة إذ تساعد تلك الآراء على إيجاد التناقضات مما يثير موجة من الأفكار الجديدة التي تدفع الشركة إلى التطور والنماء.
الفكرة من كتاب عن القيادة
إن الاهتمام بمفهوم القيادة ليس وليد العصر الحديث، إذ كان هذا السؤال مطروحًا منذ عصر أفلاطون، لكن مع حلول القرن الثامن عشر، وبزوغ عصر التنوير والعقلانية ظن الناس أن باستطاعتهم التحكم في مصايرهم من خلال العقل، مما ولد عندهم صورًا وردية جميلة عن قدرة الإنسان وما يستطيع فعله، لكن سرعان ما جاء فرويد وفيبر ليزعزعا تلك النظرة إذ رأى فرويد أن للإنسان عقلًا باطنًا مسؤولًا عن أغلب سلوكياته، وأما فيبر فقد أنكر الشكل البيروقراطي الذي يعتمد على النظم الإدارية الصارمة ورأى أنها أكبر قوة مدمرة للمؤسسات، وطرح القيادة الكاريزمية حلًّا لتلك المشكلة.
وبحلول القرن العشرين، زادت الشكوك حول قدرة الإنسان وقوة عقله، فبدأت البحوث الجادة لاكتشاف سبل القيادة فظهرت نظرية السمات التي تعد أولى النظريات في القيادة، ومن ثم نظرية النمط وغيرها من النظريات، لكن لنقف على دور القائد، وما الذي يجب عليه فعله، علينا أن نجيب عن هذه الأسئلة: ما القيادة؟ وما الصفات التي يتحلى بها القائد؟ وهل هناك صورة مثلى للقيادة علينا تمثلها؟ أم إن الأمر متعلق بالظروف التي يكون بها القائد؟
مؤلف كتاب عن القيادة
كلية هارفارد لإدارة الأعمال: واحدة من أفضل كليات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، مقرها بوسطن التابعة لولاية ماساتشوستس الأمريكية، تأسست عام 1908م، وتمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال إدارة الأعمال، صدر عنها عديد من المؤلفات في هذا المجال أهمها:
اضبط وقتك.
قيادة الفرق الافتراضية.
عن اتخاذ القرارات الذكية.
عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع.
إدارة الفرق.. حلول الخبراء لتحديات الحياة اليومية.
معلومات عن المترجم:
داود سليمان القرنة: له عديد من الترجمات، مثل:
تعليم الدماغ القراءة.
عن إدارة الذات.
عن قيادة التغيير.