مهارة الانتباه النفسي والتشجيع
مهارة الانتباه النفسي والتشجيع
تستجيب النفس لمن يستجيب لها، وعملية الاستجابة النفسية معقدة ومركبة تتطلَّب استحضار مجموعة من التصرفات والتوصيات والحركات الجسدية والبصرية والحسية للوصول إلى حالة تواصل عميق واستجابة فعالة.
بيد أن الإنسان يعلم من نفسه إن كان الطرف المقابل يستجيب له بكل مكنوناته وأحاسيسه أم لا، حيث يمكننا التمييز من نبرة الصوت وطريقة الجلوس ولمعة العين إذا كان الطرف المقابل مهتمًّا لما نقول بكل روحه ونفسه أم أنه يتكلف مسايرتنا ويتمنى إنهاء المحادثة في أسرع وقت!
وتقول لغة الجسد في هذا إن الجلوس في مواجهة المتحدث واتخاذ وضعية معينة في جلوس تدل على الترحيب والاستعداد والميل إلى المتحدث أثناء التحدث مع التواصل البصري الدائم والأريحية والاسترخاء، إذ يدل هذا على أن الطرف الآخر حاضر معنا حضورًا نفسيًّا شعوريًّا ومهتمًّا لما نريد قوله، فضلًا عن أن هذه الوضعية هي من أفضل وضعيات التواصل الحقيقي والصادق والتي تدل على الحب والاهتمام.
إلى جانب مهارة التشجيع التي لا تقل أهمية من الحضور والانتباه النفسي، بل تعتبر نتيجة من نتائج الحضور الكامل فمتى ما حضرت مع آخر نفسًا وجسدًا كنت أكثر قدرة على تقمُّص مشاكله والإحساس بما ألمَّ به، وغدوت أشد حرصًا عليه منه، وأنصح له من غيرك، تستحضر خوفه وعجزه، لتبسط الحلول بين يديه متجنبًا المبالغة وإصدار الحكم عليه، تنصت وتتعاطف وتحتضن بنبرة صوتك ومسحة عينك، وتعيد صياغة ما يقوله لتعيده إليه على هيئة تطمينات وتحفيزات بكل بساطة ووضوح وإيجاز، فهذا هو التعاطف والاحتواء الذي يعده العلماء غاية التواصل الفعال ومنتهاه.
الفكرة من كتاب استمع لي أستمع إليك
يبحث كل واحد منا عن الأسلوب الأمثل الذي يمكنه من التواصل مع الآخرين بطريقة سليمة وصحية بعيدة عن المشاحنات والتشنُّج، ولكن هل فكرت يومًا ما في أن الطريق لتحقيق ذلك يبدأ بالإنصات والاستماع، وبمعرفتك لذاتك وتقديرك لها؟
وأن كل المحاولات التي نخوضها لتصحيح علاقتنا مع الآخر ما لم تبدأ من عند أنفسنا مصيرها الخيبة والفشل؟!
في هذا الكتاب ستجد دليلًا إرشاديًّا واقعيًّا يتكئ على مبدأ الإنصات والإصغاء لتحسين جوانبنا الإنسانية حتى نتمكَّن من بناء علاقات صادقة وأصيلة.
مؤلف كتاب استمع لي أستمع إليك
آني كوتزمان: طبيبة نفسية منذ عام 1987 في ملبورن، بدأت حياتها المهنية في مراحلها الأولى بتعليم الأطفال ثم درست مجالات علم الاجتماع، وعملت بعد ذلك طبيبة نفسية تقدِّم الاستشارات لأكثر من عشرين عامًا.
ماندي كوتزمان: (ابنة آني)، خريجة جامعة موناش وحصلت على البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في الأحياء والجغرافيا الطبيعية، ومن بين أهم أعمالها إسهامها في برامج الإصلاح في أستراليا ومراكز التدريب في الولايات المتحدة الأمريكية.