مهارة الإقناع
مهارة الإقناع
يُعدُّ الإقناع عملية تغيير أو تعزيز للمواقف والمعتقدات والسلوك، يقول توماس بابينجتون: “ليس الهدف من التحدُّث الإخبار بالحقيقة، بل الإقناع”، ورسائل الإقناع تنقسم إلى قسمين: إقناع بعد تفكير، وإقناع دون تفكير، فالإقناع بعد تفكير يتم فيه قياس المميزات والعيوب واستقصاء جميع المعلومات اللازمة والتفكير بالمنطق، وتتمتَّع هذه الطريقة بثبات آراء أصحابها وعدم تزعزعهم، أمَّا الاستجابة للرسائل دون وعي وتفكير، فإن العقول فيها لا تعتمد على الحقائق والمنطق، بل يتم اتخاذ القرار بشكل فجائي، ولا يحرص الشخص على الاستماع بحرص ويتم تغيير موقفه بسهولة، حيث إن فيها اندفاعًا وراء العاطفة والغرائز.
وهناك أربعة نماذج للمحادثة التي يريد الناس من خلالها التأثير بعضهم في بعض، أولها نموذج الإقناع وهو طريق تستدرج به الآخر للمواقفة على طلبك أو مساعدتك، وهناك أيضًا نموذج التفاوض الذي تستخدمه إن لم تستطِع إقناع الطرف الآخر فتبدأ حينها بالتفاوض بحيث يتنازل كلُّ طرف شيئًا فشيئًا حتى تتوصَّلا إلى حلٍّ نهائي، كذلك يوجد نموذج التعصُّب، وهو يُمثِّل ثبات الطرفين على موقفيهما وعدم تنازل أحدهما للآخر، فهذا النموذج كثيرًا ما نراه ولكن ينبغي لنا الحذر منه، وأخيرًا هناك نموذج الاستقطاب، حيث تتسع الفجوة بين الطرفين، ويقوم كلُّ طرف بالمهاجمة والدفاع، رافضًا تبادل الاستماع والإنصات، لذا من المهم هنا أن تكون على دراية بأساليب الإقناع حتى تستميل الطرف الآخر وحتى لا تصلا إلى العداوة .
كما يمكننا تقسيم المؤثرين كذلك إلى ثلاثة نماذج، وهم: الدهاة والمتعقبون والمعاندون، فالدهاة معروفون باستغلال الآخرين، فهم مخادعون وشرسون في التنافس ولا يبدون اهتمامًا بتصرفاتهم الخطيرة، بل أحيانًا يظهرون بمظهر البراءة، أمَّا المتعقِّبون فهم يرصدون كلَّ الأمور في الموقف، ثم يقومون باستغلال المعطيات، وهم غالبًا ما ينظرون إلى المصلحة العامة، ويستغلون الفرص بهدف نفع جميع الأطراف، فهم يفكِّرون في عواقب تصرُّفاتهم ويهتمُّون لسمعتهم، وأخيرًا هناك المعاندون، وهم الذين يُضيِّع عليهم عنادهم كثيرًا من الفرص، حيث إنهم يميلون إلى الفوضى والجدل ويخفقون في الإقناع لأنهم يفتقدون مهاراته، ولكن مثل هؤلاء يمكنهم التدريب وتعلُّم مهارات الإقناع إذا تخلَّوا عن صلابتهم وجمود تفكيرهم.
الفكرة من كتاب فنُّ الإقناع.. كيف تسترعي انتباه الآخرين وتُغيِّر آراءهم وتؤثر عليهم
رُبما تُلاحظ أن كثيرًا من المشاهير ورجال الأعمال والشخصيات السياسية يتمتعون بقوَّة الإقناع الفائقة، لدرجة أننا نتأثر بجميع كلامهم ونتبنَّى أفكارهم بكل سهولة، تُرى ما السر وراء ذلك؟ وهل تستطيع أن تكون أنت أيضًا شخصية مُقنعة ومؤثرة؟
هيَّا اكتشف الآن مهاراتك في فنون الإقناع، من يدري! لعلَّك أنت أيضًا تبدأ رحلة التأثير.
مؤلف كتاب فنُّ الإقناع.. كيف تسترعي انتباه الآخرين وتُغيِّر آراءهم وتؤثر عليهم
هاري مايلز: هو سياسي كندي، ولد في المملكة المتحدة عام 1874 ، وتوفي في كندا بشهر ديسمبر عام 1959.