مهارات مساعدة
مهارات مساعدة
توجد العديد من الوسائل التي تعين القارئ على فهم الكتاب، وتنظيم تدوين الفوائد وسهولة استرجاعها، فقد يلجأ القارئ إلى الاستعانة بالمعاجم والموسوعات والمراجع لمعرفة معلومة غامضة أو مصطلح غريب، وأن يعود إلى المصادر التي اعتمد عليها الكاتب ليقرأ الموضوع بشكل معمَّق إذا فشل الكاتب في إيضاح الفكرة المنقولة، ومحاولة جمع أكثر من نسخة للكتاب حتى ينتقي أجودها، وإذا كان الكتاب مترجمًا فينبغي النظر في أكثر من ترجمة لانتقاء الترجمة الأجود، وإذا كان الكتاب كتابًا تراثيًّا محقَّقًا فعليه التأكد أن المحقق قد خَدَم الكتاب بشكل جيد وأن الكتاب خالٍ من الأخطاء، ويمكنه الاستفادة من أهل الخبرة في هذا الأمر.
التعليق على الكتاب وتدوين الفوائد في هوامشه أو في مصدر خارجي دليل على اهتمام القارئ بالكتاب، بالإضافة إلى كونه يزيد من استفادة القارئ بما يقرؤه، ومن وسائل ذلك أن يضع القارئ خطين أسفل الجمل التي تُعَدُّ أفكارًا رئيسة وخطًّا واحدًا أسفل الأفكار الفرعية، مع الحذر من تشويه الكتاب بكثرة التخطيط، أما تسجيل الهوامش فقد يكون بوضع عناوين تختصر موضوع الفقرة، أو بتدوين سؤال مُشكِل يحتاج إلى مزيد من البحث والنظر، أو التعليق على فكرة بالاتفاق أو الاختلاف، أو الإجابة عن الأسئلة التي يثيرها الكاتب، أو إضافة معلومات من القراءات السابقة إلى المعلومات المكتوبة، أو غير ذلك مما يعين القارئ على التفاعل مع النص المكتوب.
إن التقييدات والفوائد التي يجمعها الكاتب خلال رحلة قراءته هي ما يبقى معه مما قرأه على الحقيقة، لذلك ينبغي أن يكون القارئ منظمًا في عملية تسجيل الفوائد، وأن ينتقي للتسجيل أفضلَ الأفكار التي قرأها حتى لا ينشغل بكثرة المكتوب عن جودته، وأن يحسن تنسيق هذه المنقولات من حيث الشكل والتنظيم حتى تسهل قراءتها، وأن يجعل لكل فن من الفنون دفترًا خاصًّا لتقييد فوائده من الكتب المختلفة.
الفكرة من كتاب قراءة القراءة
قد تكون القراءة من أصعب المهام التي يؤديها الإنسان، وهذا صحيح إلى حد كبير، لما تتطلبه من وقت وتركيز وتفكير، لكنها، في الوقت نفسه، الطريق الوحيد في أحيان كثيرة نحو الترقي والفهم؛ القراءة هي كلمة السر التي تفتح لك مغارات الكنوز في هذا العقل البشري، فهل تستطيع صبرًا؟
في هذا الكتاب يقدم الكاتب خطة عمل تطبيقية لكل مرحلة من مراحل القراءة، من تكوين عادة القراءة إلى العمل والانتفاع بما قرأته.
مؤلف كتاب قراءة القراءة
الدكتور فهد بن صالح الحمود الأستاذ المشارك بقسم الفقه بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم، تولى إدارة مركز البحوث الشرعية بالكلية، وكان عضوًا في مجلس إدارة الجمعية العلمية للمصرفية الإسلامية، واللجنة الشرعية لإعداد مشروع مدونة الأحكام القضائية.