مهارات التربية الفعالة
مهارات التربية الفعالة
إذا أردنا حقًّا أن نتعلم مهارات التربية الفعالة يجب علينا أولًا التخلص من أساليب التربية القديمة، وأن ندخل عالم أطفال الحاضر ونتعمق فيه، حينها سندرك النتائج البعيدة المدى للأساليب التربوية المختلفة، وتلقائيًّا سنتجاهل الطرائق التربوية التي لا تحترم الطفل ولا تعلمه المهارات الحياتية.
لكن تظل المشكلة التي نعانيها هي فقدان السيطرة على أعصابنا والدخول في حالة غضب عند ارتكاب الأطفال أي خطأ، فننسى ما تعلمناه عن أدوات التربية الإيجابية ونركز على إلقاء اللوم على الأطفال أكثر من إيجاد الحلول، لذلك من الأفضل أن نلجأ نحن أيضًا إلى الاستراحة الإيجابية عند شعورنا بالغضب أو فقدان السيطرة، فإذا تعلَّمنا التحكم في أعصابنا وسلوكياتنا سيقتدي بنا أطفالنا، وهذه إحدى المهارات التربوية الفعالة.
كذلك التعبير عن مشاعرنا للأطفال كأن نخبرهم بأننا منزعجون أو نمر بيومٍ سيِّئ وأننا بحاجة إلى استراحة، كي يدرك الأطفال أنَّ كل البشر تنتابهم مشاعر سلبية أحيانًا وأن من الجيد التعبير عن هذه المشاعر والسيطرة عليها وضرورة احترام مشاعر الآخرين، أيضًا من الضروري إحسان الظن بالطفل والاستماع لوجهة نظره واستيعاب ما يدور في عقله قبل اتهامه بسوء السلوك.
ومن الأفضل لتفادي الدخول في صراعات مع الأطفال خصوصًا في المواقف الطارئة، أن يبادر المعلم أو الأب بالتصرف بدلًا من أن يصرخ في وجه الطفل ليجبره على التصرف بشكل جيد، كأن يقرر الأب بحزم وهدوء الخروج من المتجر والجلوس في السيارة حتى يتوقف الطفل عن التصرف بعصبية.
وأخيرًا يجب على الكبار التحلي بالصبر وقوة الإرادة والتخلي عن حب السيطرة والفوز في الصراع مع الطفل، فشعور الطفل بالهزيمة لن يكون مفيدًا، كذلك يجب أن يكونوا قدوةً لأبنائهم ويسعوا إلى إصلاح أخطائهم والاعتذار منها حتى يشعر الطفل بالتقدير والانتماء.
الفكرة من كتاب التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال: وداعًا لعقاب طفلك، أكثر من 50 طريقة بديلة لتطور شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة
إنَّ أحد دروس الحياة المهمة هو مساعدة الأطفال على استخدام قدراتهم الفكرية لفهم عواقب اختياراتهم، فجميع البشر صغارًا وكبارًا يخطئون وهذه الأخطاء هي التي تُعلِّمنا دروس الحياة، ومن أفضل أدوات التربية الإيجابية أن نحترم كرامة الأطفال ونعاملهم بحنانٍ وحزم، وأن نعد أخطاء الأطفال وسوء سلوكهم فرصة لتعليمهم ضبط النفس والتحكم في الذات وتهذيب السلوك، بدلًا من العقاب الذي يهين الطفل ويفقده القدرة على التعلُّم، وبذلك نضمن لأطفالنا مستقبلًا ناجحًا سعيدًا.
ويهدف هذا الكتاب إلى تعليم الكبار مهارات التربية الإيجابية الفعالة التي تساعد الأطفال على اكتساب المهارات الحياتية المهمة كالتواصل وحل المشكلات، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم وإحساسهم بتقدير الذات، كما يهدف إلى إقناع الكِبار بتجنُّب العقاب والأساليب التربوية المهينة المحبِطة التي تسبب للأطفال ألمًا نفسيًّا كبيرًا يؤثر في مستقبلهم ونجاحهم.
مؤلف كتاب التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال: وداعًا لعقاب طفلك، أكثر من 50 طريقة بديلة لتطور شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة
جاين نيلسن : حصلت على الدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة سان فرانسيسكو عام 1979، تعمل مُصلِحةً اجتماعية ومستشارة تربوية في كاليفورنيا، تعقد عديدًا من المحاضرات والورش التدريبية التي تهدف إلى تعليم الآباء والأمهات طرائق التربية الإيجابية، كما شاركت في تأليف “سلسلة الانضباط الإيجابي” الأكثر مبيعًا حول العالم، ومن مؤلفاتها:
الانضباط الإيجابي في صفوف المنتسوري.
الانضباط الإيجابي من الألف إلى الياء: 1001 حل لمشاكل الأبوة اليومية.
الانضباط الإيجابي لمرحلة ما قبل المدرسة.