مهاراتُ الذكاءِ العاطفي الإيجابية
مهاراتُ الذكاءِ العاطفي الإيجابية
من بين مهاراتِ الذكاءِ العاطفي التي يمكن تعلُّمُهَا، هي القدرةُ على التفكير الإيجابي. إن أصحابَ الذكاءِ العاطفي العالي، يشتركون في بعضِ الصفات، مثلِ قدرتِهِم على تحفيزِ أنفسهم، و شعورِهِم أنهم واسعوا الحيلة، بما يكفي للتوصُّلِ الى تحقيقِ أهدافهم، مؤكدين لأنفسهم أن الأمورَ إذا ما تعرضت لمأزقٍ ما، لابُدَّ أنها سوف تتحسن.
إنّ التحفيزَ الشخصي صِفةُ أساسيةُ لتحقيقِ الأهداف. تتكون هذه الصفةُ من التحكُّمِ بالنفسِ، وبعواطفنا والتخطيطِ لمستقبلنا والتعاملِ مع المشاكلِ بمنظور إيجابي. ولهذا السبب، فإنَّ من المُهم أنْ تتدربَ على أن تكون قادرًا على قمعِ العواطفِ، والدوافعِ قصيرةِ الأجل، التي تسعى وراءَ الإشباعِ الفوري؛ حيثُ أنّ تجاهُلَ هذه المكافآتِ المؤقتةِ، مثلِ تلكِ الوجبةِ الخفيفة اللذيذةِ، هو مِفتاحُ النجاحِ على المدى الطويل. هل تستمرُ في نظامٍ غذائي؟ هل تريدُ أن تحصلَ على دكتوراة؟ لا توجدُ طرقٌ مختصرة، بل سيكون عليك التركيزُ على المدى الطويل، والتخلي عن الحوافزِ قصيرة الأجل.
يُعتبرُ الأملُ أيضًا، من ضمنِ مهاراتِ الذكاءِ العاطفي التي عليك تعلُّمُهَا. يتّصِفُ المُفعمون بالأملِ بالمرونة، من أجلِ إيجادِ سُبُلِ الوصولِ إلى أهدافهم، أو تغييرِ الأهدافِ التي يستحيلُ تحقيقُها. وهم يتمتعون بالحاسّةِ الذكيةِ التي تمكنهم من تقسيم مَهَمّةٍ صعبةٍ، إلى أجزاءَ صغيرةٍ يمكن التعاملُ معها. إنهم يُرْجِعُون فشَلَهُم إلى شيءٍ ما، يمكِنَهُم تغييرَه، لينجحوا فيه في المرة القادمة، بينما يلوم المتشائمون أنفسَهُم و يُرجِعُون فشَلَهُم إلى بعض صِفَاتٍ دائمة، هم عاجزون عن تغييرها.
أيضًا، للبقاءِ مُتحمسًا يمكنكُ استخدامُ قلقِكَ كوَقُود. هناكَ عَلاقةٌ بين القلقِ والأداء، فالقلقُ القليلُ يعني أنَّهُ لا يوجدُ دافِع، مما يؤدي حتمًا إلى ضِعْفِ الأداء، ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ الكثيرَ من القلقِ يضرُ جانِبَنَا العقلاني، ويجعلُنا غيرَ قادرين على اتخاذ قراراتٍ جيدة، فأفضلُ أداءٍ هو في المنتصف، وهي حالةٌ تُسمى حالةَ التلهف، والتي تُعتبرُ مِثاليةً لإيجادِ أقصى قَدْرٍ من الإبداع والأداءِ الخاص بك.
الفكرة من كتاب الذكاءُ العاطفي
في كتاب الذكاءِ العاطفي، يؤكد دانيال جوليمان أن الذكاءَ المنطقي ليس كلَّ شيء؛ فقد يفشَلُ الشخصُ الذي يتمتعُ بمستوىَ ذكاءٍ مُرتفع، و يَخْفِقُ في حياته، نتيجةَ عدمِ سيطرتِهِ على انفعالاته.
المِقياسُ الذي يفضِّلُ جوليمان استخدامَهُ في قياسِ النجاحِ في الحياة، هو الذكاء العاطفي، وهو القدرةُ على التعرُّف على شعورنا تجاه أنفسِنا وتجاه الآخرين.
مؤلف كتاب الذكاءُ العاطفي
دانييل جولمان عالم نفسي وكاتب بارع. خلال حياته المهنية الطويلة؛ حصل على العديد من الجوائز، وتم ترشيحه لجائزة بوليتزر مرتين.تغطي منشوراته مجموعة واسعة من الموضوعات التي تتراوح بين التأمل والإيكولوجيا، وتركز أغلب كتاباته على الروابط المتداخلة بين العاطفة والأداء والقيادة.