من يدرس؟ وكيف يدرس؟
من يدرس؟ وكيف يدرس؟
أشيع حول التعليم المنزلي بأنه مجرد أفكار نظرية لها وجاهتها المنطقية ولا وجود لها في الواقع، حيث استطردت في ذكر تجارب دولية مختلفة، ومن أهمها تجربة التعليم المنزلي في الولايات المتحدة الأمريكية، وقسمت الباحثة التجربة بالتفصيل، فبدأت بالتحدث حول النشأة التاريخية لحركة التعليم المنزلي فيها، كما تحدثت عن القوانين المنظمة للفكرة والمؤسسات القائمة على تقديم الدعم والإرشاد للفكرة، وهو ما سنتعرض لتأثيرها لاحقًا، ثم خصائص المجتمع المنخرط بالفكرة من نوعية الدارسين وأعداد الطلاب وخصائصهم الأسرية، إضافةً إلى استراتيجيات التدريس المتبعة في أنظمة التعليم المنزلي.
وبالنظر إلى نوعية الدارسين والعائلات التي التزمت النظام المنزلي في الولايات المتحدة نجد أن أكثرهم من البيض، ولا اختلاف فيه بين الذكور والإناث، ما يعني عدم وجود تفضيل أو اتجاه معين تجاه أحد الجنسين وإنما هو اتجاه أسري بشكل عام، مع وجود مناخ أسري مستقر يوجد فيه الوالدان، وتقوم الأم عادةً فيه بأدوار التربية بينما تكون وظيفة الوالد هي المصدر الرئيس لدخل العائلة، مع استناد كلا الأبوين على تعليمهم الجامعي لتعليم أطفالهم، كذلك تمت ملاحظة تديُّن معظم العائلات التي تقوم بعملية التعليم المنزلي، كدليل على عدم ثقة في المدارس التي إما أنها لا تدخل القيم الدينية في مناهجها أو من يقوم بالتدريس لا يشارك أولياء الأمور نفس المعتقدات، ذلك المظهر للأسرة يشكِّل الأسرة النووية البسيطة التي تعمل حركات إعادة التعليم المنزلي على إعادتها إلى الواجهة مرة أخرى.
كذلك في استراتيجيات التدريس، تتبَّعت الكاتبة الاستراتيجيات المختلفة التي يقوم بها المعلمون، سواء من الآباء أو المعلمين المتخصصين بها، وتنقسم إلى الكلاسيكية التي تقوم بتعليم بعض المواد الدراسية الأساسية التي تساعدهم بعد ذلك على التعلم بحرية بعدها، ومنها اللغة والتاريخ والمنطق والبلاغة، كذلك هناك من يفضل أن تكون العائلة كلها في عملية التعلم بأن يكون معظم أسلوب حياتها قائمًا على التعلم، وأيضًا هناك من يقوم بمحاكاة النظام المدرسي ولكن في المنزل، بحيث يكون للمعلم هنا دور واضح وبارز، ومن ضمن الاستراتيجيات هو دراسة المواد المختلفة كوحدة واحدة عن طريق دراسة موضوع من الموضوعات من خلال أكثر من منظور وتلك المناظير هي المواد المختلفة، وأخيرًا من أشهر طرق التدريس هو اللامدرسية بحيث يكون التجريب والاستكشاف هو الأساس في العملية الدراسية، ودور المعلم في تلك الطريقة هو التوجيه والإرشاد بشكل عام، مع عدم ترك الطلاب يتصرفون بشكل خاطئ.
الفكرة من كتاب مصر بلا مدارس
مع تفشِّي عدد كبير من المشكلات بالنظام التربوي داخل مصر وآخرها الدروس الخصوصية والسياسات الحكومية المتعلقة بالمجال التعليمي بالعموم، كان لزامًا على الباحثين، كجزء من مهامهم الرئيسة، أن يبحثوا إما عن حلول للنظام القائم وإما عن بدائل تساعدهم أو يستبدلونها بالكلية، ومن هنا طرحت المؤلفة هذا الكتاب بهدف إبراز المشكلات المتعلقة بالنظام التربوي المعاصر داخل مصر، وإبراز نموذج بديل ذاع صيته في عدد كبير من الدول، ألا وهو “نظام التعليم المنزلي”، وتهدف من خلاله المؤلفة أن يكون التعليم المنزلي عاملًا مساعدًا على دعم النظام الحالي.
مؤلف كتاب مصر بلا مدارس
وفاء رفعت البسيوني: باحثة تربوية حصلت على الماجستير من معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة عن كتابها “مصر بلا مدارس”، وهي محاضرة دولية ومستشارة تربوية بدولة الإمارات العربية المتحدة، لها مؤلف آخر بجانب المؤلف المزمع عرضه، وهو كتاب “المعلم المتمرد”، ويتعلق بذات المجال من الناحية التربوية.