من هو “إدوارد سنودن”؟
من هو “إدوارد سنودن”؟
يمكننا القول إن دوافع سنودن لنشر هذه التسريبات تنطلق من منظور سياسي وشخصي خالص، فهو أمريكي يميني معتنق لأفكار الليبرتارية بما تحمله من دعوات لحماية الحرية الشخصية والإرادة الحرة للفرد، ومن ثم فلا عجب أنه تمرد عندما رأي انتهاكات لحقوق المواطنين كما تقرها الدساتير وتشهد بحفظها الدول وقرر أن يكشفها علنًا.
ويصر سنودن أنه لا يود أن يعيش في عالم يراقب كل لحظات المرء من قول وفعل، وأنه يرغب فقط في خلق حركة لتصحيح الأخطاء السياسية التي جعلت هذا الأمر ممكنًا؛ في الحقيقة لم يكن “سنودن” يؤمن بذلك دائمًا، ويروي “هاردينج” كيف تحول “سنودن” من مواطن معتز بهويته القومية إلى حد التطوع للخدمة العسكرية في الولايات المتحدة، حتى أصبح خائنًا في نظر الحكومة الأمريكية.
بدأ “سنودن” عمله في وكالة المخابرات المركزية CIA فرد أمن، ثم انتقل إلى العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات IT، مستفيدًا بخبرته في الحوسبة على الرغم من فشله في الحصول على دبلومة الثانوية، وفي أثناء ذلك العمل أُتِيحَت له فرص السفر والتعمق في عالم التجسس والاستخبارات، فقد أدرك سنودن لاحقًا أن بعض عمليات المخابرات لجمع المعلومات ليست قانونية بالكامل ولا تلتزم بالمعايير الأخلاقية، كان ذلك في أولى ولايات الرئيس “باراك أوباما” الذي تعهد بمراجعة وإصلاح السياسات والقرارات المجحفة التي تبعت أحداث الحادي عشر من نوفمبر عام 2001م، منها معتقل “غوانتانامو” و تشريع الفعل الوطني the patriot Act الذي سمح بالتضييق الشديد على الحريات بحجة مكافحة الإرهاب، وقد كان “سنودن” متفائلًا ببرنامج “أوباما” في بداية الأمر، إلا أنه أيقن عدم صدق هذه الوعود عندما بدأ عمله التابع لوكالة الأمن القومي NSA في اليابان ثم هاواي، ولاحظ الازدياد والتوغل الشديد لعمليات التجسس ومصادرة الحريات، وبمرور الوقت أدرك “سنودن” أنه لا بد أن يفعل شيئًا.
الفكرة من كتاب ملفات سنودن: القصة الخفيّة لأكثر رجل مطلوب في العالم.
في اليوم الخامس من شهر يونيو عام 2013م، نشرت صحيفة الجارديان الأمريكية مقالًا حصريًّا؛ محتواه أن وكالة الأمن القومي بالولايات المتحدة الأمريكية NSA نفذت عمليات تجسس بحق مواطنيها عن طريق إجبار شركة الاتصالات Verizon بتسليم جميع السجلات الهاتفية الخاصة بعملائها، وقد استدلت الصحيفة على صحة هذه المعلومات بمجموعة ملفات تم تسريبها بواسطة أحد العاملين المجهولين بالوكالة.
لم تكن هذه المقالة هي الأخيرة من نوعها، فقد تلتها مجموعة من المقالات التي تحتوي المزيد من التسريبات وتتشارك الخبر المقلق ذاته؛ وهو انتقال عمليات التجسس من المجال الحربي والبحث عن المعلومات التكنولوجية لتعزيز الأمن القومي إلى المجال الشخصي، حيث يتم استهداف الأفراد العاديين والمواطنين بشكل دوري، مع الاحتفاظ بهذه المعلومات الخاصة بل وتوظيفها للملاحقة القانونية عندما يقتضي الأمر.
بالطبع أثارت هذه الأخبار الكثير من الجدل في الأوساط السياسية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لتهديدها المباشر للحرية الشخصية وخصوصية الأفراد، ما أدي إلى نشوء مناظرات وظهور ردود أفعال عديدة حول الأمر، لاحقًا نُسِبَت هذه التسريبات إلى الموظف السابق بالوكالة “إدوارد سنودن”، الذي تعاون مع صحيفة الجارديان على نشر أكبر تسريب استخباراتي في العالم الحديث، يحتوي العمليات الشديدة السرية للتجسس التي تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية على جميع المواطنين في العالم.
مؤلف كتاب ملفات سنودن: القصة الخفيّة لأكثر رجل مطلوب في العالم.
لوك هاردينج: هو مراسل صحيفة الجارديان للشؤون الخارجية في روسيا منذ عام 2007م، حتى تم ترحيله عام 2011م لنشره عدة مقالات شائكة عن السياسة الروسية تحت قيادة الرئيس “فلاديمير بوتين”.
حصل “هاردينج” على البكالوريا الدولية من جامعة أتلانتك، ودرس اللغة الإنجليزية في جامعة أوكسفورد، كما عمل مراسلًا في العديد من الدول، منها الهند وليبيا وأفغانستان، ومن مؤلفاته في مجال التسريبات الاستخباراتية: كتاب “ويكيليكس” الذي صدر عام 2011م بالتعاون مع الصحفي “ديفيد ليج” عن وقائع تسريبات ويكيليكس الشهيرة، وفي عام 2014 حصل “هاردينج” على جائزة جيمس كاميرون لمجمل أعماله المنشورة حول تسريبات “ويكيليكس” و”ملفات سنودن”.
من أهم مؤلفاته:
WikiLeaks: Inside Julian Assange’s War on Secrecy
Mafia State: How one reporter became an enemy of the brutal new Russia