من هو أحمد بن طولون؟
من هو أحمد بن طولون؟
وُلد أحمد بن طولون سنة ٢٣٠ هـ، في سامَرَّاء، وهي مدينة من مدن العراق، وترعرع في بيت والديه حتى بلغ العشرين من عمره، وظهرت فطنته وذكاؤه منذ صغره، فحصَّل الكثير من العلم، وأتقن حفظ القرآن الكريم، وداوم على الذهاب إلى مجالس علماء الحديث، وبعد وفاة والده عمل في خدمة السلطان، واشتُهِرَ باجتهاده وأدبه، فزوَّجه رجل من وُجَهاء رجال الدولة العباسية ابنته، واسمه يارجوخ التركي، فأنجبت له العبَّاسَ وفاطِمة.
ويُذكَرُ أن أحمد بن طولون ذهبَ إلى مدينة آسيوية تسمى طَرَسُوس، وفي طريقه للرجوع هجمت عليه جماعة من الأعراب فهزمهم، واستعاد ما استولوا عليه من أمتعته، وكان معه بغل عليه متاع للخليفة المستعين، فلما عَلِمَ الخليفة بما حدث علت مكانة أحمد بن طولون عنده وقدم له الكثير من الهدايا، وفي سنة (٢٥٢- ٢٥٣هـ)، تمَّت مبايعة المعتز ونُفِي المستعين إلى مدينة واسط في العراق، وقام الأتراك بتعيين أحمد بن طولون لمرافقته، فعامله أحمد معاملة طيبة، وقد طلبوا من أحمد قتله مقابل توليته على مدينة واسط، ولكنه رفض قتل خليفة سبق وأن بايعه، فأرسلوا شخصًا آخر لأخذه وقتلوه، وقال أحمد بن طولون فيما بعد إنه خَشِيَ الله فعوَّضه بولاية مصر والشام، وذلك أنه عندما تولى باكباك على مصر، جعل أحمد بن طولون خليفةً له وأرسل معه جيشًا، فدخل مصر سنة ٢٥٤ هـ، وحَلَّ بدار الإمارة في العسكر.
عندما دخل أحمد بن طولون إلى مصر لم يكن لديه ما يكفي من المال ولم يتقبَّله أهلها في بداية الأمر، ولكنه لم يمضِ وقت طويل حتى ارتفعت مكانته وعلا شأنه، وامتثل له حكام الأقاليم، وصارت سلطته تماثل سلطة الحاكم على الرغم من أنه كان نائبه.
الفكرة من كتاب تاريخ ووصف الجامع الطولوني
نتعرف في هذا الكتاب على الأمير أحمد بن طولون وأعماله، ونعرض أيضًا تاريخ الجامع الذي بناه فظل موجودًا إلى الآن كواحد من أقدم الآثار العربية في مصر، كما نَصِف الجامع أيضًا من الداخل والخارج، هيا بنا لنأخذ جولة في جامع ابن طولون..
مؤلف كتاب تاريخ ووصف الجامع الطولوني
محمود عكوش: مؤرخ مصري، وخبير في الآثار، ولد عام ١٨٨٥م، التحق بمدرسة الأنجال التي قام بتأسيسها الخديوي توفيق لأبنائه، وبعد إتمام دراسته عمل سكرتيرًا في لجنة حفظ الآثار العربية، كما قام بالتدريس في المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، وقدَّم له المعهد الوسام الأكاديمي، وقد عُرِف بسعة علمه بالآثار العربية والتاريخ الإسلامي، كما أنه قد أتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتوفي عام ١٩٤٤م، وسُمِّي باسمه شارع بالقاهرة في مدينة نصر.
من أعماله: “المسجد الأعظم بالمدينة”، و”مصر في عهد الإسلام”.
من الأعمال التي قام بترجمتها: “حفريات الفسطاط”، و”سلسلة تاريخية للآثار العربية”.