من هم اليهود؟
من هم اليهود؟
هم بنو إسرائيل الذين يُنسبون إلى السَّاميين، وهو العرق الذي يُنسب إليه الآشوريون والعرب أيضًا لكن من أنسال أخرى، فالساميون الذي بقوا في بلاد العرب هم أجداد الشعب العربي الحالي، بينما الذين مرُّوا من الفرات الأدنى وانتشروا في عدد من دول آسيا هم الآشوريون والإسرائيليون، كما لم يثبت إقامة الإسرائيليين بين النهرين قديمًا.
وقد انتقل بنو إسرائيل من أمم إلى أخرى، واتجهوا إلى وادي الأردن الذي كان قليل الأهمية آنذاك، ولم تؤهلهم قوتهم لأن يجولوا في البحر كما كان يفعل الفينيقيون، كما جاء من “إقريطش” شعب غير سامي يُعرف بالفلسطينيين، وقد ملكوا الساحل واستوطنوه وعمَّروه، ولم يملك اليهود من ذلك الساحل سوى قسم ممتد من يافا إلى رأس الكرمل حيث يقع سهل شارون العجيب، وبهذا فقد سكنوا من الأرض لكن لم يكونوا أصحاب سيادة، وقد مكَّن مركز فلسطين المتوسط بين مراكز حضارة كبرى كمصر والعراق من أن تكون أحد أهم طرق العالم الرئيسة في التجارة والحرب، وبالطبع لم يكن مُدهشًا أن يحلَّ اليهود مخاطر هذا الأمر بأن يلجؤوا إلى إحدى القوتين كل فترة لمقاومة الأخرى، كما استفادوا من غريزتهم التجارية باستغلال أهمية المنطقة التي سكنوها والتي كانت تمر عليها القوافل الغنية من بقعة إلى أخرى والتي تتبع أكبر الحضارات آنذاك.
كانت لليهود غرائز تجارية قوية للغاية جعلتهم يجمعون ثروات ضخمة على مر العصور، ورغم ذلك لم يكونوا أصحاب فن يُنسب إلى الحضارة كالعمارة مثلًا، وقد اضطروا حتى في أوقات ازدهارهم إلى جلب المهرة من الجيران الفينيقيين لبناء المباني والقصور، لكن نصل هنا إلى أن اليهود هم سبب رئيس لنشر النصرانية بصورتها الحالية إلى أوروبا، وأن الأمر قد حدث بشكل تدريجي، إذًا لم يكن لليهود تأثير يُذكر في تاريخ الحضارة لكنهم أخرجوا وهمًا أخضع الغرب لسلطانه ما يصل إلى ألفي سنة.
الفكرة من كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
يمتلك اليهود تاريخًا طويلًا للغاية يعود إلى زمن قديم جدًّا، ورغم هذا فالتساؤلات تظل مستمرة حول إسهامات هذا الشعب في الحضارة الإنسانية والمعارف البشرية، فقد مرَّت هذه الأمة التي حملت اسم “بني إسرائيل” بلحظات أصبحت هي صفاتها الرئيسة كالعُزلة الشديدة رغم تعدُّد التنقل والترحال، والعجيب أنهم برعوا للغاية في التجارة والزراعة.
هي أمةٌ حرَّمت الربا على نفسها لكن أجازته للأجانب غير اليهوديين، وهم الذين انعزلوا بأنفسهم ولم يستفيدوا حتى من تقدُّم الأمم التي عاشوا في كنفها أو جوارها، وهم أيضًا الذين عُرِف تاريخهم بالانحلال والوحشية والتحلُّل الخلقي، لكن لفهم اليهود علينا دراسة تاريخهم خصوصًا في فترات الحضارات الأولى، وهذا ما يُقدِّمه ذلك الكتاب.
مؤلف كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
غوستاف لوبون: هو طبيب بشري ومؤرخ فرنسي شهير، اهتم بالكتابة في علوم الآثار والأنثربولوجيا والحضارة الشرقية، وكان أحد أشهر الفلاسفة الغربيين الذين أُعجبوا بالحضارة العربية والإسلامية وإسهاماتها وأيَّد فضلها على الحضارة الغربية، ومن أشهر مؤلفاته:
سيكولوجية الجماهير.
حضارة العرب.
فلسفة التاريخ.
معلومات عن المترجم:
عادل زعيتر: هو مُترجم ومُفكِّر فلسطيني، درس الآداب في الجامعة السلطانية في إسطنبول “عاصمة الخلافة العثمانية”، كما حصل على شهادة الحقوق من باريس عام 1925، وبعد فترة الحرب العالمية الأولى عُيِّن كعضو في المجمع العلمي العراقي، وقد برزت أعماله وترجماته لمؤلفات عديدة أكسبته لقب “شيخ المترجمين العرب”، ومن أهم أعماله:
ترجمة كتاب “العقد الاجتماعي”، للفيلسوف جان جاك روسو.
ترجمة كتاب الرسائل الفلسفية، للمؤلف فولتير.