من هم الفاطميون؟
من هم الفاطميون؟
يُسمَّى كلُّ أبناء السيدة فاطمة الزهراء فاطميين، ولكن اسم “الفاطميين” في تاريخ الدول يطلق على أبناء إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق، والذي ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، ويُسمُّون نسبةً إليه بالإسماعيليين، وكذلك عُرِف أبناء الزهراء بآل البيت، لكن عندما استأثر العباسيون بالخلافة غلب عليهم اسم “العلويين” نسبة إلى علي بن أبي طالب.
وجاء الفاطميون وفضَّلوا الانتساب إلى الزهراء ويقيمون حقهم في الخلافة على أنهم أسباط النبي وأبناء الوصي علي، ولكنَّ العباسيين لا يعترفون بهذه الوصاية وينكرونها ويقولون بحقهم هم في الخلافة بأن الانتساب إلى النبي من جانب عمه العباس أقرب من جانب ابن عمه علي بن أبي طالب، وبهذا يرون أحقيتهم بالخلافة، وأما تغليب اسم الإسماعليين عليهم فسببه اﻧﺘﻤﺎؤﻫﻢ إﱃ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﺼﺎدق، وﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﻳﺘﻤﻴَّﺰون ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺴﻴﺪة ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ.
والإسماعيليون وﻫﻢ ذرﻳﺔ ﻣﻮﳻ اﻟﻜﺎﻇﻢ، وﻫﻮ اﻷﺣﻖ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ عندهم ﰲ ﻣﺬﻫﺐ اﻹﻣﺎميين اﻻثنى ﻋﴩيين، أﻣﺎ مذهبهم فعندهم أن ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻮﻻﻳﺔ ﻻ ﻳﺠﻮز ﻷن اﻟﻮﻻﻳﺔ أﻣﺮ ﻣﻦ ﷲ يتلقَّاه الإمام المعصوم، واﻟﺨﻼف بين اﻹﺳﻤﺎعيليين وبين ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻔﺎطميين ﻗﺎﺋﻢ ﻋﲆ إﻣﺎﻣﺔ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، واﻹﻣﺎﻣﻴﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﻠﻤﻮن اﻹﻣﺎﻣﺔ إلى إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ وذرﻳﺘﻪ ﻃﻮاﺋﻒ ﻣﺘﻌﺪدة، أﻛﱪﻫﺎ ﻃﺎﺋﻔﺔ اﻹﻣﺎمية المعروفة ﺑﺎﻻﺛﻨﻰ ﻋﴩيين، وعندهم يتفقون على ﻋﺼﻤﺔ اﻹﻣﺎم من الأخطاء، وﻳﻀﻴﻒ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻮن إﱃ أﺳﺒﺎب اﻟﻌﺼﻤﺔ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﺘﺄوﻳﻞ، أي إن أحكام اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻟﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮ وﺑﺎﻃﻦ، وﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﺄوﻳﻠﻬﺎ غير ﷲ والراسخون ﰲ اﻟﻌﻠﻢ، واﻷﺋﻤﺔ عندهم ﻫﻢ اﻟﺮاﺳﺨﻮن، ﻟﻬﺬا ﻳﺴﻤﻰ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻮن ﺑﺎﻟﺒﺎطنيين.
الفكرة من كتاب فاطمة الزهراء والفاطميون
يتناول هذا الكتاب سيرة سيدة سليلة شرف لا تنازعها فيه واحدة من بنات حواء، سيدة أخذت مكانها الرفيع بين أعلام النساء على مر التاريخ، وهي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ، ويعرِّفنا العقاد بها ابنةً وزوجةً للخليفة وأمًّا للشهداء، ويطالعنا على أبرز محطات حياتها ومواقفها عن قرب منذ النشأة حتى الوفاة، ويعرفنا تاريخ الدولة الفاطمية والعلاقة بينها وبين الإسماعيليين والعباسيين منذ بداية الدولة الفاطمية حتى نهايتها وأبرز أحداثها الفارقة.
مؤلف كتاب فاطمة الزهراء والفاطميون
عباس العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، وُلِد بأسوان عام 1889، لُقِّب بالعقاد نسبة إلى جده الذي كان يعمل بأحد مصانع الحرير، ولم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر.
وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق، كما منحته جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية، ولكنه رفضها مثل جائزة الدولة التقديرية، وأسَّس مع المازني وعبد الرحمن شكري مدرسة “الديوان”، ومن أشهر مؤلفاته: سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”ساعات بين الكتب” وغيرها، وله رواية واحدة فقط بين كل مؤلفاته وهي “سارة”.