من له الحق؟
من له الحق؟
التشفير هو فن ترميز الرسائل حتى لا يُفهم محتواها، وقد تكون الرسالة مرئية للجميع، ولكن من دون فك تسلسل الرموز -وهو المفتاح المستعمل للتشفير- لا يمكن معرفة محتواها. كان القانون في الولايات المتحدة خلال تسعينيات القرن العشرين ينص على أن من يبيع منتجات مشفرة لا يستطيع المسؤولون المخولون فك شفرتها يُعاقب بالسجن خمس سنوات. وثار الجدل طويلًا بين مؤيد لفرض مزيدٍ من القيود على التشفير لحماية الأمن القومي، وبين معارض لفرضها، لأنها تكلف الكثير وتعوق التجارة الإلكترونية. يرجع التشفير إلى قديم الزمان، فقد وُجدت كتابات هيروغليفية مشفرة، واستخدم قيصر في رسائله لشيشرون نظام ترتيب تغيير الحروف أو استبدالها، حتى سميت تلك الطريقة ب”شفرة قيصر” وهي شفرة منتشرة رغم سهولة فك ترميزها، وكان أول من توصل لفكها الكِندي العربي في القرن التاسع الميلادي بطريقة تسمى “تحليل عدد مرات التكرار”، وغدت منذ ذلك الحين غير آمنة، وقد تسببت في قطع رأس الملكة ماري الاسكتلندية حين أولتها ثقة كبيرة لإخفاء مراسلاتها ضد إليزابيث الأولى.
رفع اتحاد صناعة التسجيلات نحو ٢٦ ألف دعوى قضائية يتهمون فيها أفرادًا بعمليات تحميل غير مشروعة، ويُساوَم “اللص” أولًا للتسوية بدفع ٤٠٠٠ دولار غير قابلة للتفاوض، وإلا فاللجوء إلى القضاء. ربما يكون للشركة الحق، ولكن أحيانًا تُعد الملفات للعمل تلقائيًّا، أو تُحمَّل دون أن يدري المستخدم شيئًا، ثم يفاجأ بمطالبته بالتسوية أو تهديده بالقضاء. كما أن أجهزة الكمبيوتر قد تشترك في نفس عنوان بروتوكول الإنترنت، مما يصعب إثبات هُوية المستخدم، وقد حدث أن اتُّهمت امرأة مسنة كانت تكره الكمبيوتر وماتت قبل موعد الجريمة، والاتحاد يعرف هذا، ولكنه مضطر لمنع السرقات ويخشى اتهامه بالتقصير في حماية حقوق النشر. وقد يفضل البعض دفع مبلغ التسوية خشية خسارة القضية وعندها سيكون مبلغ التعويض هائلًا، فالمخالفة الواحدة تكلف على الأقل ٧٥٠ دولارًا، فكيف بالمتهم بتحميل ألف أغنية أو أكثر؟! ومع تقدم التكنولوجيا تعقدت قضية حقوق النشر، فلا يمكن لجهاز كمبيوتر تشغيل برنامج مخزن على قرص دون نسخ كود البرنامج إلى الذاكرة، فلو أردت الاطلاع على الكود فقط دون نية التشغيل، هل يتطلب ذلك إذن الناشر؟ وهل يُطلب إذن الناشر في كل مرة تعرض فيها الملف؟
الفكرة من كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
قبل زمن يسير، كان الوصول إلى معلومة واحدة قد يتطلب قضاء ساعات بين الكتب، أو سؤال عديدٍ من الأشخاص. واليوم، يمكن بضغطة زِر الحصولُ على آلاف المعلومات دون أي تكاليف، ولا شك أن الانفجار الرقمي أحدَثَ تغيّرات هائلة في العالم، وجَعلَ حياتنا أيسر، ولكن تمخضت -في المقابل- مشكلات عويصة لانتشار البيانات وإتاحتها للجميع. فمَن الصيَّاد الذي يوجّه شبكة الإنترنت؟ ومن الأسماك التي تقع في فخاخها تحت تأثير بريق المعلومات المتاحة بالمجان؟! ربما تجد الإجابة في هذا الكتاب وربما يزيدها تعقيدًا، لكنك ستندهش من الوصف الرائع لمظاهر الانفجار الرقمي، الإيجابية منها والسلبية، التي لن تتمكن من الحكم عليها بالإيجاب أو السلب.
مؤلف كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
– هال أبلسون: أستاذ العلوم وهندسة الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وزميل جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات. أسهم في قيادة مبادرات مبتكَرة في مجال تكنولوجيا التعليم مثل مبادرة «OpenCourseWare» في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كما شارك في تأسيس منظمة المشاع الإبداعي وجمعية المعرفة العامة.
من مؤلفاته:
App Inventor: create your own android apps.
– هاري لويس : العميد السابق لجامعة هارفارد، وزميل مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع، ويشغل كرسي أستاذية جوردون مكاي لعلوم الكمبيوتر في جامعة هارفارد.
من مؤلفاته:
Excellence without a soul: Does liberal education have a future?
– كين ليدين : رئيس مجلس إدارة مؤسسة “نيفو تكنولوجيز” والرئيس التنفيذي لها، كما كان عضوًا في مجالس إدارة العديد من شركات التكنولوجيا.
– المترجم أشرف عامر: ألف “أسرار عالم الترجمة”، وترجم كتبًا منها: “الكوارث العالمية.. مقدمة قصيرة جدًا”.