من لقلبك الجريح؟
من لقلبك الجريح؟
ليس من السهل أبدًا أن يتغلَّب الواحد منا على مشاعر الرفض والترك، وكذلك ليس من السهل التهوين من عمق هذه الندوب والاستخفاف بها، فهو أمر في غاية السفه والسخف، ولكن لا تكن أنت وجراحك عليك، لا تفعل هذا بنفسك؛ لا تلمها لا توبِّخها ولا تلقي بأعباء كل الدنيا عليها، وفكِّر ولو مرة واحدة بعقلك بعيدًا عن عاطفتك، فلا يوجد مع الأسف لهذا النوع من الجروح خلطات سحرية، لهذا لا تفكر كثيرًا في خطأ مضى أو فرصة ضاعت أو خليل تخلى وترك، ولا تقف عند عتبات الماضي باكيًا متحسرًا بينما يتسرَّب الحاضر والمستقبل من بين يديك وأنت أشد حاجة إلى استثماره من غيرك.
كما لا ينبغي أن تعمِّم تجاربك الفاشلة على كل ما سيحدث لك في مقتبل الأيام، فلا تدخل تجربة جديدة وأنت محمَّل بأفكار “لن أنجح/ لن أفعل/ أمثالي كتب عليهم الفشل” لأن هذه الحمولات القديمة ما هي إلا ردَّة فعل مفرطة للفشل، فلا تجعل منها سلوكًا عامًّا يعرقل كلَّ خطواتك المستقبلية.
كما ينبغي الخروج من وراء تلك الجدران التي شيَّدتها حول نفسك خوفًا من رفض جديد أو تعثر، فالرفض ليس نهاية العالم وأنت تتمتع بكفاءة عالية تجعلك أكثر الناس أهلًا واستحقاقًا للحب والعاطفة، إذ لا طريقة للنجاة من هذا إلا بالتفكير الإيجابي وإلا ستختنق آمالك خلف تلك القضبان، وهذا كثير على جراحك وعليك!
الفكرة من كتاب عندما يكون ما لديك غير كافٍ
صراع الكفاءة والجدارة صراع متجذِّر في تاريخ صراعات الإنسان، بل ربما هو صراع الإنسان الأول والمستمر معه حتى الموت، حيث يبحث أغلبنا عن الرضا والقبول والحب والاكتفاء، وفي طريق هذه الرحلة البحثية يعترينا ما يعترينا من الرفض والفشل وخيبة الأمل، ومن منا لم يُبتلَ بذلك؟!
تدور قصص هذا الكتاب حول “طلاب الكمال” وعن الحالة الانهزامية التي يفنون فيها أعمارهم في طريق تتبع الكمال وتحقيقه، وعن الأعراض الانسحابية المضنية المترتِّبة على ذلك، حيث تدور محاور هذا الكتاب حول تساؤلات كثيرة مثل: لماذا لا أستطيع أن أحقِّق المستوى المطلوب؟ ولماذا يحاصرني دائمًا الإحساس بالذنب؟ وهل حان الوقت لخفض مستوى تطلُّعاتي؟
مؤلف كتاب عندما يكون ما لديك غير كافٍ
كيفين ليمان: أستاذ مساعد في برنامج صناعة الموسيقى، وكان لديه فلسفات يعتمد عليها في جميع الأحداث التي ينتجها: الموسيقى والتعليم والعمل الخيري.
إلى جانب حصوله عام 2009 على جائزة “Billboard Touring Awards” الإنسانية لنفس العام وتم تكريمه في عام 2011 أيضًا.
ومن مؤلفاته: “شخصية المولود البكر نشأة وبلوغًا”، والكتاب الذي بين أيدينا.