من قتل الإبداع؟
من قتل الإبداع؟
إن معدلات الإبداع لدى العنصر البشري تكون في أعلى نسبها خلال سنوات عمره الأولى، إلا أنه سرعان ما يفقدها نتيجة الأنظمة الراسخة القائمة في المجتمع، التي تقيد الإبداع بالروتين المعتاد، أو تحصره في دائرة محددة من التوقعات، إذ تفتقر هذه الأنظمة إلى رؤية الأمور من عدة زوايا مختلفة، وهو ما يجعلها ترفض أي اتجاه آخر يخالف النظم السائدة.
وتظهر هذه الأنظمة الراسخة أبرز ما يكون في مؤسسات العمل، إذ يمر التفكير الإبداعي داخل معظم مؤسسات العمل بعدة معوقات تقف حائلًا أمام تقبله.
وأبرز هذه المعوقات، القواعد والهياكل الصلبة، التي تولي عناية خاصة لاستقرار معدلات الربح بغض النظر عن الاعتبارات الأخرى، والحاجة الغريزية لدى أصحاب النفوذ إلى التحكم وامتلاك السلطة، ما يدفعهم إلى إملاء رؤيتهم الشخصية على الآخرين، بدلًا من تشجيعهم على الاستكشاف.
ومن المواقع الأخرى التي تمارس فيها عملية قتل الإبداع، مواقع التعلم، فتعتمد عملية التعليم في غالبية المؤسسات التعليمية على إملاء مجموعة من الإجابات الجاهزة على عقل الطفل بدلًا من تشجيعه على الاستكشاف، واستغلال ما لديه من فضول.
ويرسخ هذا الأسلوب التعليمي في عقلية الطفل الاعتقادَ بوجود إجابة صحيحة واحدة لمعظم القضايا والموضوعات، بدلًا من احتمالية وجود عديد من الإجابات الصحيحة.
ورغم أن مؤسسات العمل ومواقع التعلم، تمثلان أكثر مواقع قتل الإبداع شيوعًا، فإنه لا يمكن اختزال مواقع قتل الإبداع في مجموعة من المواقع المحددة، إذ تعد ثقافة المؤسسة – بغض النظر عن طبيعتها- العاملَ الأكثر تأثيرًا والأهم في تبني الإبداع أو محاربته.
الفكرة من كتاب من قتل الإبداع؟ وكيف يمكن إعادته للحياة؟ سبع استراتيجيات أساسية تجعلك أنت وفريقك ومؤسستك أكثر إبداعًا
إن البراءة الإبداعية التي تميز العنصر البشري في صغره، تتضاءل في أثناء سعيه وراء تحقيق أهدافه الشخصية، أو أهداف المؤسسة التي يعمل بها، إذ يؤهل العنصر البشري في مجتمعنا المعاصر كي يقوم بالأشياء بالطرق المألوفة داخل البيئة التي يعيش بها، بدلًا من التحلي بالإبداع والتغيير.
ورغم كثرة التغيرات وسرعتها داخل المجتمعات في عالمنا المعاصر، والحاجة الزائدة إلى التحلي بالإبداع لمحاولة اللحاق بالركب، توجد عديد من المؤسسات التي تقمع أي بوادر للإبداع، بحثًا عن استقرارٍ موهوم، في ظل خطر التعرض للإخفاق في أي وقت نتيجة التغيرات السريعة.
فمن المسؤول عن نشر ثقافة قتل الإبداع؟ وهل للتحلي بالإبداع وزن حقيقي في تحقيق النجاح للأفراد والمؤسسات؟ وما المقومات اللازمة للإبداع؟ وكيف يمكن إنقاذ الإبداع من محاولات القتل المستمرة؟
يتضمن هذا الكتاب الإجابة عن هذه التساؤلات بصورة مبسطة، مع الإحاطة بالوجوه العديدة لعملية التفكير الإبداعي.
مؤلف كتاب من قتل الإبداع؟ وكيف يمكن إعادته للحياة؟ سبع استراتيجيات أساسية تجعلك أنت وفريقك ومؤسستك أكثر إبداعًا
أندرو جرانت: رجل أعمال ومؤلف، مؤسس شركة تيريان إنترناشونال للاستشارات في مجال الأعمال، عمل لما يزيد على 25 عامًا، في أكثر من ثلاثين دولة بعدة مناصب مؤسسية، من مؤلفاته:
The Innovation Race: How to Change a Culture to Change the Game
جايا جرانت: سيدة أعمال ومؤلفة، شاركت زوجها أندرو في تأسيس شركة تيريان إنترناشونال وفي إدارتها، انصب اهتمامها على الإبداع المؤسسي، من مؤلفاتها:
A Patch of Paradise: A woman’s search for a real life in Bali
معلومات عن المترجم:
أحمد عبد المنعم يوسف: حقوقي ومترجم، حاصل على الدكتوراه في الترجمة والصياغة القانونية وصياغة العقود، والماجستير في الآداب من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ترجم عديدًا من الكتب، من أهمها: كتاب “رئاسة الإرهاب”، وكتاب “مؤشرات التنمية في العالم”.
شارك في تأليف كتاب “معًا لدراسة قواعد النحو والصرف”، وله قاموسان قيد النشر، الأول: في التعبيرات العربية باللغة الإنجليزية، والثاني: في المفرد والجمع العربي.