من فلسفة القرن الثامن عشر إلى الشيوعية
من فلسفة القرن الثامن عشر إلى الشيوعية
وفي القرن الثامن عشر أخذت الفلسفة منحى جديدًا مع سيطرة الفكر السياسي التحرري والفلاسفة في فرنسا مثل مونتسكيو (1689-1755) صاحب نظرية فصل السلطات إلى تشريعية وتنفيذية وقضائية، وفولتير الذي اشتهر بسخريته الفلسفية الظريفة، وجان جاك روسو السويسري الذي أثرت أفكاره في الثورة الفرنسية، خصوصًا نظريته العقد الاجتماعي الذي امتد تأثيرها إلى اليوم.
ثم نشأت فلسفة كانط (1724-1788) نتيجة للصراع بين التيار التجريبي والتيار المثالي لديكارت، فكانت نظريته في المعرفة مزيجًا بين التيارين، ورفض فكرة أن العقل صفحة بيضاء فشبهه بإناء زجاجي محدد الشكل، وعلى عكس هيوم رأى أن السببية أمر فطري، وأما نظرته إلى الدين فهي أنه من الضرورة الأخلاقية أن نقبل بوجود الإله دون النظر إلى الطريق العقلاني النظري، ويرى أننا نميز بين الخير والشر بالضمير الذي لا براهين عليه، فكان حريصًا على الإيمان المسيحي لكنه يكل الإيمان إلى الضمير لا إلى البرهان العقلي.
ثم جاء هيجل (1770-1831) الذي تأثر بكانط وأفلاطون ثم وضع فلسفته الخاصة، التي حاولت فهم حركة تاريخ البشر، وكان لهيجل تفسير خاص في كيفية وصول الإنسان إلى المعرفة والمطلق، فرأى أنها تتم عبر المنطق الجدلي الذي تكون فيه لدى الإنسان الفكرة والفكرة المقابلة لها فينتج صراعهما فكرة أكثر نضجًا، إلا أن أطروحته هذه انتُقدت من زوايا مختلفة، وكانت فلسفته نهاية المنظومات الفلسفية الكبرى التي تتحدث عن المعرفة والإله والواقع والسياسة والأخلاق، فأخذت الفلسفة اتجاهًا محدودًا ومتخصصًا.
وتأثر الفيلسوف الألماني كارل ماركس (1813-1883) بفلسفة هيجل في بداية حياته، لكنه كان ماديًّا تجريبيًّا، فمزج بين المنطق الجدلي واتجاهه المادي فأنتج المادية الجدلية، ويرى ماركس أن الوعي والأفكار والأديان والأيديولوجيات ليست إلا انعكاسات للتغيرات المادية في المجتمع ورد فعل لتغير الحالة الاقتصادية، وتصور ماركس المراحل التاريخية للمجتمعات بدءًا بمرحلة الشيوعية الأولى (المجتمع البدائي)، ثم مرحلة العبودية (الإغريق والرومان)، ثم مرحلة الإقطاع (القرون الوسطى)، ثم مرحلة الرأسمالية، ثم المرحلة الاشتراكية، ثم المجتمع الشيوعي مرة أخرى حين تختفي الطبقات ومعها كل أشكال الحكم والتسلط، إلا أن تصوره لم يتحقق.
الفكرة من كتاب حكاية الفلسفة الغربية
يأخذنا هذا الكتاب في رحلة مع تاريخ الفلسفة الغربية بمحطاته المختلفة، لنكوِّن رؤيةً عامة نُشخِّص بها مشكلات إنسان الحاضر، ونفهم كيف وصل العالم إلى ما هو عليه اليوم، لمجابهة الثقافة المسيطرة وغرس بذور الحل.
مؤلف كتاب حكاية الفلسفة الغربية
المؤلفون هم مجموعة من الباحثين بمركز “بالعقل نبدأ” للدراسات والأبحاث، وهو مركز للتنمية الفكرية والمهارية، يهدف إلى بناء مجتمع متكامِل متقدم من خلال إحياء هويتنا المستمدة من تراثنا وحضارتنا الأصيلة والمستوعبة للعلوم الحديثة، وفق أسس منهجية تجمع بين العقل والنص الديني والتجربة العلمية، لمواجهة انتشار الثقافة المادية وما صاحبها من انهزام حضاري، وذلك عن طريق أنشطة مختلفة كعقد الندوات والتوعية الإلكترونية وطرح إصدارات من كتب ومقالات وأبحاث.
من كتب المركز: قواعد التفكير المنطقي والتنوير الحضاري: طرح سائد ورؤية متجددة وقبل الانهيار.