من بلاد الرقي والأدب إلى بلاد الدراجات
من بلاد الرقي والأدب إلى بلاد الدراجات
تشمل شبه جزيرة اسكنديناوه السويد والنرويج، ويتصف سكان السويد بالإعجاب والفخر، ويتميزون بالآداب السامية، وشدة الاعتقاد بما في الإنسان من فضيلة وخير، ويرجع ذلك إلى رقيهم وارتفاع مستوى معيشتهم، كما أنهم يقدمون الكثير من التحية والاحترام والمساعدة لزائري بلادهم، بالإضافة إلى أنهم عمليون ونشيطون، ويتميز عملهم بالإتقان الشديد، وأهم ما يتصفون به الأمانة والحياء، وبالرغم من تحسن مستوى معيشتهم فهم متمسكون بتقاليدهم وحياتهم هادئة وخالية من الإزعاج، ويُنصح السائح بزيارة دار البلدية والقصر الملكي والأرشبيليجو في العاصمة ستكهولم، وإقليم داليكارليا، والقيام برحلة لمدينة فيسبي، وأفضل ما يمكن شراؤه من السويد المنسوجات والزجاج المنقوش والخزف والمصنوعات الخشبية.
ومن السويد إلى جنة السائحين.. تتميز النرويج بالفيوردز وهي المجاري المائية، وحولها الجبال المغطاة بالثلوج والغابات الوافرة، ولأن الأرض في الجبال قليلة النبات، فقد كافح الفلاحون فيها لإخراج المحاصيل، ونتج عن هذا الكفاح شعب ذكي وديمقراطي، كما أنشؤوا أسطولًا تجاريًّا عالميًّا، ويرجع تفوقهم في البحار إلى أنهم من سلالة ملوك الفيكنجز، وتحتوي جميع وجباتهم على السمك ويصدرون أعدادًا كبيرة من الرنجة وزيت الحوت، ويُنصح السائح بزيارة العاصمة أوسلو وضاحية هولمن كولن، وفيورد هاردانجر أجمل فيوردات النرويج، ويستطيع السائح أن يرى الشمس في منتصف الليل في الفترة من ١٣ مايو إلى ٢٩ يوليو في مدينة همرفست، وأفضل ما يُشترى منها الملاعق والفراء والمنسوجات الصوفية.
ومن النرويج إلى الدنمارك، التي يُحب سكانها الأجانب ويفرحون ويرحبون بهم، ويتميزون بعدم التكلف والمرح وحب الطعام، وفي الدنمارك عدد كبير من الجزر تتميز كلها بالصداقة والزهور المنتشرة في كل مكان، والدراجات والغناء، ولكل مدينة وقرية أغانٍ معينة، ويوجد فيها الرخاء والعلم والصحة، فيهتم سكانها بالعلم ويطبعون أكبر عدد من الكتب مقارنة بالدول الأخرى، وهم متقدمون في العلوم الطبية وعُرِفوا بجودة الأمصال، وفي الدنمارك أكبر عدد دراجات في العالم، وتتميز بالقلاع القديمة الرائعة وأهمها كرونبورج، ويُنصح السائح بتناول الطعام الوطني الدنماركي السمور برود، وزيارة تيفولي أكبر مدينة ملاهٍ في العالم، وزيارة القلاع التاريخية وحديقة الحيوان والريف الدنماركي، وأفضل ما يشتريه الخزف والآنية البرونزية والأقمشة التيلية.
الفكرة من كتاب تعالَ معي إلى أوروبا
يرى فرج جبران أن الرحلات التي قام بها هي أهم ما حققه في حياته وأنه استفاد منها أكثر من المدرسة، فهو لم يكتف بزيارة العواصم والمدن المعروفة، بل تعمق في حياة سكانها ودرس عاداتهم وتناقش معهم، فكان يسافر أوروبا كل عام، ويرى أن السفر يحتاج إلى المال والشجاعة وحسن التصرف فقط، فهيا بنا نبدأ معه رحلته من الشمال (شبه جزيرة اسكنديناوه).
مؤلف كتاب تعالَ معي إلى أوروبا
فرج جبران، كاتبٌ مصريٌّ وصحفيٌّ ومترجم، عَمِل في ديوان المحاسبة بالقاهرة، وكان يحب الصحافة والأدب، اشتق لنفسه اسمًا مستعارًا من اسمه الحقيقي واختار أن يكون «فجرًا» ليفي بمتطلبات وظيفته وعدم التوقيع باسمه، شارك في إصدار مجلة الشعلة وتحرير مجلة آخر ساعة، وترجم العديد من القصص والروايات الفرنسية، ثم اهتم بالرحلات والكتابة عن البلاد التي يسافر إليها، وقد فارق الحياة في رحلة جوية في أثناء عودته من إيطاليا إلى القاهرة عام (١٩٦٠)، لأن الطائرة اختفت فوق البحر الأبيض المتوسط ولم يتم إيجاد أي أثر لها ولركابها.
من أعماله: “تعالَ معي إلى باكستان”، و”غرام الملوك”، و”ستالين”.
من الكتب التي ترجمها: “قصص عن أناتول فرانس”، و”يوميات آدم وحواء”.