من بلاد الألعاب الرياضية إلى بلاد الجمال الساحر
من بلاد الألعاب الرياضية إلى بلاد الجمال الساحر
بريطانيا.. يلتزم البريطاني بالنظام ويحترمه، وبريطانيا هي بلاد الألعاب الرياضية، واكتسب البريطانيون من الرياضة العديد من الفضائل أهمها الصبر وقوة الاحتمال والأمانة، وهم معروفون ببرودهم وبرود مشاعرهم، ويحبون الأسرة المالكة ويؤمنون بحكومتهم، ويفتخرون بلغتهم، ويحبون الأطفال والحيوانات وبخاصة الكلاب، أما لندن فهي أكبر دول العالم وهي دولة داخل الدولة، وفيها العديد من المتاحف والمعارض الفنية والعلمية والتاريخة، ويُنصح السائح بزيارة طويلة لها، وزيارة قصر بكنهام، والقيام برحلة نهرية إلى هامبتون كورت، وزيارة قصر سان جيمس وبرج لندن، وحدائق كيو أروع حدائق لندن وحديقة هايد بارك.
ومن بريطانيا إلى تشيكوسلوفاكيا.. دولة يسكنها شعبان سلافيان: التشيك والسلوفاك، وتختلف لغتاهما اختلافًا ضئيلًا، وهما من أنشط شعوب أوروبا، ويتميز شعب التشيك بصناعة الخزف والكريستال والأحذية والسيارات والأسلحة، ويهتم السلوفاك بالزراعة والرعي، وهذا الاختلاف بينهما أدى إلى اختلاف أخلاقهما وتوجهاتهما السياسية، كما أن السلوفاك عُرِفوا بكرم الضيافة والصراحة والمرح أكثر من التشيك، وكلاهما يحبان الرياضة بشدة ويسجلان في الدورات الأولمبية أرقامًا قياسية، وأكثر الحركات شيوعًا عندهم حركة السوكول وحركة ألعاب العمال، ويُنصح السائح بزيارة العاصمة براج وهي من أجمل مدن أوروبا، ومدينة كارلسباد ومارينباد وبيشتني وكلها مشهورة بالمياه المعدنية، ومدينة سيلاك التي تعالج بها الأمراض العصبية وجبال تترا التي تسمى ألب تشيكوسلوفاكيا.
ومنها إلى إيطاليا.. مكان الهدوء والسكينة والترحاب، وجمالها ساحر يختلط بالغموض والآثار التاريخية، وهي مليئة بمظاهر الجمال، ففيها إقليم البحيرات كومو وجارديا وفيها الجبال المرتفعة وأيضًا الريفييرا الإيطالية، وحزيرة شهر العسل «كابري»، ويُنصح السائح بزيارة العاصمة روما، ومعالمها الفورم والبانتيون والكولوزيوم، والملعب الرياضي الفورو إيتاليكو، ومدينة فلورنسا وبيزا، ومدينة الفاتيكان وفيها مصنع الموازييك للتحف والهدايا البالغة الدقة والإتقان، ومرصد الفلك الذي فيه الرهبان علماء الفلك الذين انقطعوا للعبادة والعلم في بناء على قمة جبل، ومدينة فينيسيا عروس البحر وصاحبة الجندول وفيها ميدان سان مارك وجسر التنهدات، ومدينة نابولي وتتميز بجمال الطبيعة والمنازل التي تشبه القصور، والبركان الخامد فيزوف، والصناع الذين يتوارثون سر صناعة المعكرونة الإيطالية.
الفكرة من كتاب تعالَ معي إلى أوروبا
يرى فرج جبران أن الرحلات التي قام بها هي أهم ما حققه في حياته وأنه استفاد منها أكثر من المدرسة، فهو لم يكتف بزيارة العواصم والمدن المعروفة، بل تعمق في حياة سكانها ودرس عاداتهم وتناقش معهم، فكان يسافر أوروبا كل عام، ويرى أن السفر يحتاج إلى المال والشجاعة وحسن التصرف فقط، فهيا بنا نبدأ معه رحلته من الشمال (شبه جزيرة اسكنديناوه).
مؤلف كتاب تعالَ معي إلى أوروبا
فرج جبران، كاتبٌ مصريٌّ وصحفيٌّ ومترجم، عَمِل في ديوان المحاسبة بالقاهرة، وكان يحب الصحافة والأدب، اشتق لنفسه اسمًا مستعارًا من اسمه الحقيقي واختار أن يكون «فجرًا» ليفي بمتطلبات وظيفته وعدم التوقيع باسمه، شارك في إصدار مجلة الشعلة وتحرير مجلة آخر ساعة، وترجم العديد من القصص والروايات الفرنسية، ثم اهتم بالرحلات والكتابة عن البلاد التي يسافر إليها، وقد فارق الحياة في رحلة جوية في أثناء عودته من إيطاليا إلى القاهرة عام (١٩٦٠)، لأن الطائرة اختفت فوق البحر الأبيض المتوسط ولم يتم إيجاد أي أثر لها ولركابها.
من أعماله: “تعالَ معي إلى باكستان”، و”غرام الملوك”، و”ستالين”.
من الكتب التي ترجمها: “قصص عن أناتول فرانس”، و”يوميات آدم وحواء”.