من اليهود المُحتلون؟ ولماذا أرض فلسطين؟
من اليهود المُحتلون؟ ولماذا أرض فلسطين؟
اليهود اسم أطلق على بني إسرائيل، لذا فالأصل أن نسأل: من بنو إسرائيل؟ إسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه السلام، رزقه الله باثني عشر ولدًا سماهم القرآن الأسباط، وتناسل من كل سبط قبيلة، سكنوا فلسطين ثم خرجوا إلى مصر وسكنوا فيها مئات السنين واستعبدوا فيها من قبل فرعون، حتى أرسل الله إليهم موسى عليه السلام ليخرج بهم إلى فلسطين، وسُمي كل من دان بشريعة موسى من بني إسرائيل وغيرهم باليهود، اشتقاقًا من قوله تعالى ﴿واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الآخرة إنا هُدنا إليك﴾ أي عُدنا إليك.
وقد كان بنو إسرائيل في عهد يعقوب عليه السلام والأنبياء من ذريته خير الناس في زمانهم، وقد خاطبهم موسى عليه السلام قائلًا ﴿قال أغير الله أبغيكم ربًّا وهو فضلكم على العالمين﴾، ثم بغوا وكذّبوا الرسل حتى لعنهم الله وغضب عليهم، فقد حرّفوا التوراة التي أنزلها الله هُدى ونورًا لهم، وقد وردت آراء عديدة في مدى تحريفهم لها، والراجح أنّ فيها نصوصًا صحيحة ما زالت موجودة استدلّ عليها العلماء بروايات القرآن المُصدقة على وجودها، وأخرى مكذوبة وضعوها ظلمًا وافتراءً، ومن أمثلة الصحيح الوارد في القرآن، بعض آيات سورة الأعلى والنجم، وذكر وصف أمة محمد في التوراة والإنجيل، وبعض الأحكام، مثل حكم الزنا وحكم القصاص، كقوله تعالى ﴿وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والسن بالسن والجروح قصاص﴾.
أمّا في قضية الأرض، فإنهم يحتجون بنصوص التوراة التي تنص على أن الله وهب أرض فلسطين لإبراهيم وذريته من بعده، وقد ثبت ذلك في القرآن الكريم بقوله تعالى عن إبراهيم ﴿ونجيناه ولوطًا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين﴾، ولكنّهم تجاوزوا تحذير الله لهم حين قال ﴿ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين﴾، فاستحقوا الحرمان من إمامة الناس بعد أبيهم إبراهيم الذي قال الله له ﴿إني جاعلك للناس إمامًا، قال ومن ذريتي، قال لا ينال عهدي الظالمين﴾.
والدليل الآخر على فساد استحقاقهم لها، هو نسخ شريعتهم بشريعة محمد (صلى الله عليه وسلم) التي كفروا بها، والدليل الأخير هو أنّ استنادهم إلى تلك الأدلة استناد صوري، يتكئون عليه ليحققوا حلم (من النيل إلى الفرات).
الفكرة من كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرًا (بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين)
هذا الكتاب هو سرد مُفصّل لتفاصيل القضية الفلسطينية، ورصد مرتب لحقائقها التي زُيّفت بأقلام المستشرقين، وتناثرت بين صفحات كتب التاريخ المختلفة، بدءًا من تاريخ الأرض وملكيتها الحقيقية لأنبياء ورسل بني إسرائيل والصالحين من أتباعهم، مرورًا بخطوات اليهود المدروسة نحو إنشاء دولتهم المزعومة، وجهودهم المتفانية في تفكيك القاعدة الإسلامية لإحكام سيطرتهم على البقعة المباركة، وصولًا إلى الوعود القرآنية الصادقة للمسلمين بدخولهم المسجد الأقصى المُبارك وتدمير علو اليهود وفسادهم، وقال الكاتب عمر الأشقر في مقدمته إنّ كتابه هذا ليس كتابًا تاريخيًّا بحتًا، وإنما هو رسالة لأهل الإسلام وأبنائه، يعرفهم فيها بماضي الأمة الغابر مع اليهود، ويحدثهم بالنصر القادم ويسرد دلالاته وبشائره، مُستندًا إلى الهدي السماوي، والنور الإلهي، فلا يخاف القارئ ضعف المرجع أو كذب الحديث، ولا نُزكّي على الله أحدًا.
مؤلف كتاب وليتبروا ما علوا تتبيرًا (بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين)
الشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر، كاتب وفقيه فلسطيني درس بالمملكة العربية السعودية وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام بالرياض، ثم استكمل رحلته التعليمية في جامعة الأزهر بالقاهرة، فحصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه، وكانت دراسته بعنوان “النيات ومقاصد المكلفين”، عُيّن أستاذًا بكلية الشريعة في الكويت، ثم الجامعة الأردنية بالأردن، وأصبح بعدها عميدًا بالجامعة الزرقاء، تفرّغ بعد ذلك للتأليف، وأنتج الكثير من الكتب المثمرة في باب الفقه والعقيدة والتاريخ، ومن كتبه: الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية، ونحو ثقافة إسلامية أصيلة، وسلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة.