من المشاركون في لعبة السوق؟
من المشاركون في لعبة السوق؟
قد يتفاجأ البعض عندما يعرفون الحقيقة العاشرة، أمريكا ليست صاحبة أعلى مستوى معيشة في العالم، فهناك بلدان أعلى مثل النرويج وفنلندا والسويد، فلماذا تلقب أمريكا ببلاد الحلم؟ ظهر ذلك المصطلح في بدايات نشأتها، بسبب توافر أراضٍ رخيصة وفرص للعمالة، مما جعلها قبلة الراغبين في الحراك الاجتماعي، صحيح أنها لا تزال صاحبة أعلى دخل للفرد، ولكن مقارنة بدول أوربا، يزيد فيها عدد ساعات العمل، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الجريمة وتراجع مستوى الصحة، بسبب التفاوت الكبير في الدخل بين الأفراد.
وإذا انتقلنا إلى جانب آخر من العالم ونظرنا إلى قارة إفريقيا، فسنرى معاناتها، فحدودها الجغرافية جبال وصحارٍ قاحلة، والتنوع الإثني يوقعها في شباك التطرف، بجانب ثقافة الكسل المستشرية في المواطنين، ومحدودية المؤسسات والهياكل التنظيمية، ولا تنكر الحقيقة الحادية عشرة تلك المعاناة، ولكن تراها عوامل يمكن التغلب عليها، فالتخلف ليس قدرًا حتميًّا على إفريقيا، وما يعجّزها هو سياسات حرية السوق الجبرية، التي أوقفت معدلات نموها المقبولة في عقدي الستينيات والسبعينيات.
ولكن يحاجج أنصار حرية السوق اعتراضهم على تدخل الحكومة في السوق، بأنها تفتقر إلى المعلومات الدقيقة عما يجري، على عكس الشركات الأقرب إلى السوق، ولهذا تراهن على الفاشلين، ولكن يمكن للحكومات أن تراهن على الرابحين أيضًا، كما تقول الحقيقة الثانية عشرة، فامتلاك المعلومات لا يضمن اتخاذ القرار الصحيح، لأن عملية المعالجة تحدد الاستفادة من تلك المعلومات، وفي استطاعة الحكومات الحصول على معلومات عن الصورة العامة، التي يمكن أن تضاد مصلحة الشركات، كما حدث في دول شرق آسيا، فكوريا الجنوبية أجبرت الشركات على الاستثمار في مجالات معينة، ونجحت في تحقيق النمو، إذًا الحل هو التفاوض والاتفاق على آلية تحصيل المعلومات بين الحكومات والشركات وتبادلها.
الفكرة من كتاب 23 حقيقة يخفونها عنك بخصوص الرأسمالية
يقال إن أول خطوة للتجهيل بأمر ما هي جعله يبدو معقدًا جدًّا، وذلك بمحاوطته بسدود التخصص، ولقد أصبح الاقتصاد من تلك الأمور التي نهرب منها بسبب سدودها المانعة، ولكن على عكس الاعتقاد الشائع، فحقائق الاقتصاد بسيطة يمكن فهمها، والتفاصيل التقنية التخصصية مساحتها محدودة جدًّا.
ولهذا فإن أول خطوة لتثقيف أنفسنا اقتصاديًّا، هي معرفة الحقائق الكبيرة لنظامنا الرأسمالي الحالي، لنجيب عن أسئلتنا، ما الطريقة التي تدار بها الرأسمالية؟ وهل تعني حرية السوق المطلقة؟ أم يمكن إدخال بعض التعديلات لجعلها أكثر نفعًا للجميع؟ لدينا ثلاث وعشرون حقيقة، ستبدد عديدًا من الخرافات الاقتصادية.
مؤلف كتاب 23 حقيقة يخفونها عنك بخصوص الرأسمالية
ها-جون تشانج: عالم اقتصادي كوري وأستاذ في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، ولد في 7 أكتوبر 1963 في سيول، بكوريا الجنوبية، واشتهر بتحليله النقدي للاقتصاد النيوكلاسيكي ودعوته إلى سياسات تعزز التنمية الاقتصادية وتقلل من عدم المساواة، عمل مستشارًا للبنك الدولي، وهو زميل مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية في واشنطن، واختير واحدًا من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم سنة 2014، حصل على عديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة جونار ميردال للاقتصاد في عام 2003، وجائزة ليونتيف لتعزيز حدود الفكر الاقتصادي في عام 2005.
ومن أهم كتبه:
السامريون الأشرار.. الدول الغنية والسياسات الفقيرة وتهديد العالم النامي.
ركل السلم بعيدًا.. استراتيجيات التنمية والتطور قديمًا وحديثًا.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي كلفت: مترجم ومدون وكاتب مصري ولد في أسوان، ترجم عديدًا من الأعمال منها:
قصة العلوم.
مقدمة قصيرة عن الإيدز.