من المراهقة إلى الشيخوخة
من المراهقة إلى الشيخوخة
إن فترة المراهقة التي تمتد من سن الثانية عشرة وحتى الثامنة عشرة، هي مرحلة جني الثمار، ففيها ينمو المراهق في علاقاته الاجتماعية، فإذا نجح في تلك المرحلة سيكون على درجة كبيرة من الوعي والنضج الذاتي، أما إذا لم تنجح الأسرة في تأسيس ذاتية الطفل فإن الإحساس بالذاتية لديه يضطرب كنتيجة طبيعية للبيئة التي نشأ فيها، ومن ثم يعجز المراهق في التعرف على هويته أو إيجاد دوره في الحياة.
أما عن الفترة الممتدة من العشرين وحتى الخامسة والثلاثين من العمر فتشكِّل القدرة على تكوين علاقات حميمة، وفي هذه المرحلة يتمثَّل التحدي في القدرة على مشاركة الآخرين المحبة والود، وتتويج النجاح في الخروج عن الذات بالعيش مع زوج أو زوجة بعد اختيار موضوعي ناضج، مع تكوين علاقات أخرى في إطار الزمالة والصداقة.
ويقابل هذا الشعور بالعزلة والانحصار في النفس، نتيجة الإخفاق في مراحل النمو السابقة، لذا نجد الانفصال والوحدة وتجنُّب الالتزام والحب،
أما في منتصف العمر فإن تجاوز هذه المرحلة (ما بين 35 و55) بالمعنى الإيجابي يعني مقدرة أكبر على الانتشار في العلاقات والاهتمام بـأمور مختلفة.
أما الفشل فيها فيظهر في الإحساس بالتقوقع والاحتياجات غير المسدَّدة، ولذلك نجد الشعور بالسأم والإحساس بفوات العمر وانصراف الفرص لتحقيق الأحلام واستدراك ما فات، مما يؤدي إلى إضعاف الإنسان، أما في الشيخوخة فهناك أزمة أخرى تقابل الفرد وهي إحساسه بأن هويته قد تحدَّدت بما فعل، ويتوقَّف شعوره على ما أنجز، فلو كانت نتيجته إيجابية شعر بالارتياح، وإلا أكمل عمره بائسًا ومحبطًا.
الفكرة من كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
يقدِّم الكاتب دراسة سيكولوجية متخصِّصة في نشأة الاضطرابات والأضرار النفسية التي تلحق بالأطفال في الصغر ويستمر تأثيرها مع أصحابها فيما بعد، وذلك نتيجة سلوك الوالدين سواء أكان بقصد أم بغير قصد.
ويستعرض ذلك من خلال فصول الكتاب بالحديث عن الذات وتشكِّل الشخصية والاحتياجات النفسية وأثر الحرمان من تسديد هذه الاحتياجات في الصغر، وكذلك الإساءات وأنواعها وأثرها في النفس.
مؤلف كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
مشير سمير: كاتب له العديد من المؤلفات في مجال علم النفس والوعي الذاتي، ومنها هذا الكتاب، وله كتب أخرى في نفس المجال مثل “معايير النضج النفسي”، و”مشكلة الألم”، وله العديد من الإسهامات في هذا المجال مثل ترجمته لكتاب “صوت الحب الداخلي” لهنري نويين، ومراجعته لكتاب “الأقوياء والضعفاء” لبول تورنييه.