من المخطئ؟
من الأخطاء الكبيرة أن تكون المرجعية التي نرد الخطأ إليها هي نفسها خاطئة، أو غير واضحة، كمن يجد من يَقصرُ الصلاة على سفر آخذًا بالرخصة، فيتهمه بالتخاذل في الدين، فهو هنا لم يرد الأمر إلى مرجعيته، ولو فعل لعلم أن الآخذ بالرخصة على صواب أكثر منه، والمرجعية الأولى في كل شيء هي الدين، والمرجعية في الدين أو الأخطاء الشرعية: هي القرآن، والسنة الصحيحة، وإجماع الأئمة، ولا ننكر على الناس إلا ما كان مخالفًا للثابت، إذ إن في الدين أمورًا مختلفًا فيها بخلاف معتبر بين الأئمة، حينها لا ينبغي أن ننكر على من يتبع قولًا يخالفنا، بل نبيِّن له ما نراه الصواب وحسب، وفي الوظائف تكون مرجعيتنا اللوائح والقوانين، وقد يرضخ بعض الموظفين لتهديدات رؤسائهم جهلًا منهم بحقوقهم في القانون، ولو عرفوها لتمكَّنوا من مواجهة رؤسائهم وحفظوا حقهم، أما الأخطاء التربوية فتحتكم إلى عدة مرجعيات، أولاها بعد الدين نظريات التربية وثانيتها العرف، وثالثتها الوسط الاجتماعي.
وقد تجد بعض الناس ينفجر على خطأ تافه، بينما يمرِّر خطأً لا يغتفر، أو تتساوى انفجاراته على كل خطأٍ كبيرًا كان أو صغيرًا، ومثل هؤلاء مشكلتهم أنهم لا يقدِّرون الأخطاء قدرها الحقيقي، وليس ذلك من الحكمة ولا من النضج، فالأخطاء لا تتساوى، لا في حجمها، ولا في طرق علاجها، حتى أنه قد يتساوى الخطأ من اثنين ويتحتَّم علينا تغيير رد الفعل بحسب وضع كل واحد منهما، ومن الخطأ عدم مراعاة سن المخطئ، فعلاج خطأ الطفل الصغير يتطلَّب عطفًا ورفقًا لا قسوة، وعلاج خطأ المسن يحتاج هدوءًا وسعة صدر، وعلاج خطأ المراهق لا يكون بالأوامر الصارمة والتقليل من إرادته، بل تجب معاملته بما يمنحه احترامه ويكبره، بالإضافة إلى أهمية اختيار الوقت المناسب للعتاب، فمن الخطأ مثلًا أن يعاتب الرجل زوجته وهي منهمكة في عمل المنزل، فتصاب بالإحباط وتشعر بعدم التقدير.
الفكرة من كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
الأخطاء تحدث ولا شك، ولا يمكن إيقافها بشكل كلي، وكل ما نستطيع فعله حين حدوثها هو تداركها بشكل صحيح، لذا فإن أكثر ما يزيدها خطورة أن نعالجها بطريقة خاطئة، فنفسد بدلًا من أن نصلح، وذلك واقع في مختلف الأدوار في حياتنا، واقع بين الرجل وزوجته، وبين الوالد وولده، والمعلم وتلميذه، والمرء وصاحبه، والموظف ومديره، لذا قام المؤلف بجمع أكثر الأخطاء التي يقع فيها الناس في معالجة الأخطاء، في محاولة لتسديد محاولات الإصلاح، لنقوم بواجبنا في النصح والرعاية، ونحفظ حقوقنا وحقوق من نحب.
مؤلف كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
عادل فتحي عبد الله: كاتب ومؤلف سعودي، مهتم بالجانب الاجتماعي الأسري والتربوي، له عدد من المؤلفات، منها:
كيف تصبح أبًا ناجحًا.
احتياطات حتى لا ينحرف الأبناء.
كيف تفكِّر بطريقة علمية؟
أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج.