من القادة؟
من القادة؟
إن كنت تريد أن تصل إلى ذروة القيادة، وترتفع لتحظى بمنصب قيادي في شركتك أو في أي مكان آخر، عليك أن تتمتع بمهارات الذكاء العاطفي، فعلى الرغم من تمتع القادة بالذكاء والمهارات التقنية، فالذكاء العاطفي يبقى الحكم الفاصل بين القادة العظام والجيدين، وتتمثل مهارات الذكاء العاطفي في الوعي بالذات وضبطها، والعمل بدافع الإنجاز أو المحفز الداخلي، والقدرة على التعاطف وبناء الروابط الاجتماعية.
فالوعي الذاتي يجعل المرء على بصيرة من نفسه فيدرك قوته وضعفه وقيمته ودافعه، فتنمو ثقته بنفسه، ويكون قادرًا على التحكم بعواطفه ونزواته، مما يولد لديه قدرة على التكيف مع التغيير كما يمنحه ثقة من حوله، فالقائد لا ينصاع لردود الأفعال التلقائية كالصراخ والغضب، وإنما يتأمل ويحلل الأفعال، ويبحث لها عن حلول، فيكون مندفعًا إلى العمل بدافع الإنجاز بدلًا من المكافآت الخارجية، فيتميز القائد بقدرته على بذل الجهد، والتفاؤل عمومًا في وجه الفشل، فيندفع لتجاوز الأهداف والسعي لتحقيق النتائج.
وأهم هذه المهارات تكون في استيعاب القائد أنه في حاجة إلى الأتباع والمؤيدين، إذ لا يمكن لأمهر القادة أن ينجحوا بمفردهم، لذا يتسم القادة بإظهار احتياجهم إلى غيرهم ونفي الكمال عن أنفسهم، فيظهرون نقاط ضعفٍ تقربهم من غيرهم، وتسمح لهم ببناء أواصل أقرب معهم، كما أنهم يتَّسمون بالتعاطف وتفهم مشاعر الآخرين، فيعطون أتباعهم ما يحتاجون إليه -لا ما يريدون- ليطوروا من أنفسهم، كما يمنحونهم فرصة للتعبير عن آرائهم والإصغاء إليهم ومحاولة فهمهم، وإذا ما همَّ القادة بعرض أفكارهم لم يعرضوها على أنها حقيقة مسلَّم بها، بل يقصوا عملية الاستنتاج التي أدت بهم إلى الوصول إلى مثل هذا الرأي، وبذلك يخلقون جوًّا من التعاطف والاهتمام بالعاملين، وأخيرًا يميزون أنفسهم بطريقة لا تؤدي إلى النفور أو التوهم بالكمال، فهم مثلًا يمتدحون قوة مخيلتهم أو حبهم للمغامرة.
الفكرة من كتاب عن القيادة
إن الاهتمام بمفهوم القيادة ليس وليد العصر الحديث، إذ كان هذا السؤال مطروحًا منذ عصر أفلاطون، لكن مع حلول القرن الثامن عشر، وبزوغ عصر التنوير والعقلانية ظن الناس أن باستطاعتهم التحكم في مصايرهم من خلال العقل، مما ولد عندهم صورًا وردية جميلة عن قدرة الإنسان وما يستطيع فعله، لكن سرعان ما جاء فرويد وفيبر ليزعزعا تلك النظرة إذ رأى فرويد أن للإنسان عقلًا باطنًا مسؤولًا عن أغلب سلوكياته، وأما فيبر فقد أنكر الشكل البيروقراطي الذي يعتمد على النظم الإدارية الصارمة ورأى أنها أكبر قوة مدمرة للمؤسسات، وطرح القيادة الكاريزمية حلًّا لتلك المشكلة.
وبحلول القرن العشرين، زادت الشكوك حول قدرة الإنسان وقوة عقله، فبدأت البحوث الجادة لاكتشاف سبل القيادة فظهرت نظرية السمات التي تعد أولى النظريات في القيادة، ومن ثم نظرية النمط وغيرها من النظريات، لكن لنقف على دور القائد، وما الذي يجب عليه فعله، علينا أن نجيب عن هذه الأسئلة: ما القيادة؟ وما الصفات التي يتحلى بها القائد؟ وهل هناك صورة مثلى للقيادة علينا تمثلها؟ أم إن الأمر متعلق بالظروف التي يكون بها القائد؟
مؤلف كتاب عن القيادة
كلية هارفارد لإدارة الأعمال: واحدة من أفضل كليات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، مقرها بوسطن التابعة لولاية ماساتشوستس الأمريكية، تأسست عام 1908م، وتمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال إدارة الأعمال، صدر عنها عديد من المؤلفات في هذا المجال أهمها:
اضبط وقتك.
قيادة الفرق الافتراضية.
عن اتخاذ القرارات الذكية.
عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع.
إدارة الفرق.. حلول الخبراء لتحديات الحياة اليومية.
معلومات عن المترجم:
داود سليمان القرنة: له عديد من الترجمات، مثل:
تعليم الدماغ القراءة.
عن إدارة الذات.
عن قيادة التغيير.