من العربية إلى اللاتينية
من العربية إلى اللاتينية
بدأت الترجمة من العربية إلى اللاتينية على يد قسطنطين الإفريقي الذي عكف على ترجمة أعمال أبقراط وجالينوس وبعض الأطباء العرب إلى اللغة اللاتينية، ثم جاء بعده إديلار صاحب أول ترجمة لكتاب العناصر لإقليدس إلى اللاتينية، ويوحنا الإشبيلي الذي ترجم بعض الأعمال في علم التنجيم وكتاب الخوارزمي “رسالة في الحساب”، وجنديساليوس الذي قام بترجمة كتب العرب الفلسفية.
بدأ بعد ذلك روبرت جروسيستي وأتباعه في التأسيس للفلسفة الغربية بناءً على آراء أرسطو، وتبع ذلك اندلاع لهب التضارب بين بعض آراء أرسطو المعتمدة بشكل رئيس على العقل والعقيدة المسيحية وبدأت جهود العلماء لمحاولة التوفيق بينهما، ومن ضمن هؤلاء العلماء ألبيرتوس ماجنوس الذي زعم أن الفلسفة الطبيعية وعلم الإلهيات يقولان الشيء نفسه ولكن بطرقٍ مختلفة، وحدد لكل منهما دائرة عمل لا يخرج عنها، وممن روج لهذا الفكر بعد ذلك القس توماس الأكويني، كما اهتم آخرون من أمثال روجر بيكون بدراسة ما خلفه ابن الهيثم في علم البصريات.
بدأت النهضة الأوروبية تأخذ طابعًا جديدًا عندما جاء كوبرنيكوس، الذي كان أول من ادعى في الحضارة الأوربية أن الشمس هي مركز الكون وليست الأرض، قرأ كوبرنيكوس في نشأته العلمية كتبًا للعلماء السابقين من الإغريق والعرب، وكان كوبرنيكوس يرى أن حركة الأرض منفردة يمكن أن تفسر العديد من الحركات السماوية للكواكب، وأصدر كتابه الدورانات الذي تضمن نظريته في شكلها النهائي، جاء بعد ذلك جاليليو ليكمل ما بدأه كوبرنيكوس، لكن محاكم التفتيش في روما كانت قد أصدرت قرارًا بوضع أعمال كل من يقول بمركزية الأرض في قائمة الأعمال المحظورة، استجاب جاليليو لهذا القرار وظل صامتًا لكنه خرج عن صمته في ما بعد، وألف كتابه (النظامان الرئيسيان للعالم البطلمي والكوبرنيقي)، الذي تضمن إثباتًا لنظرية كوبرنيكوس، جاء بعد ذلك نيوتن ليجعل الثورة العلمية تشتعل وكان من أبرز اكتشافاته اكتشاف قوانين الجذب العام والحركة ومفهوم العجلة وقانون الجاذبية، ألف نيوتن كتابًا سماه (المباديء الرياضية للفلسفة الطبيعية) تضمن معظم إسهاماته في علم الرياضيات.
الفكرة من كتاب نُورٌ مِنَ الشرق كيف ساعدت علوم الحضارة الإسلامية على تشكيل العالم الغربي
إن الفكر العلمي تراث مشترك تتقاسمه الإنسانية، إذ يعتمد تطوُّر العلوم بشكل رئيس على دراسة أعمال السابقين ثم العمل على تطويرها وتصحيح الأخطاء التي وردت فيها، هكذا كان للأمم السابقة أثرٌ بالغٌ في ما وصل إليه العالم الغربي الحديث من ثورة علمية، فالثورة العلمية ليست طفرة في تاريخ البشرية بعد عصورٍ من الظلام وإنما نِتاج وثمرة لما قامت به الأمم السابقة، إضافةً إلى جهود علماء الغرب من بعدهم، يحتوي هذا الكتاب عرضًا موجزًا للمعارف التي توصَّلت إليها الحضارات السابقة في مختلف العلوم، مع التركيز بشكل رئيس على حضارة المسلمين باعتبار أن معظم العلوم وصلت إلى أوروبا عن طريق الحضارةِ الإسلامية.
مؤلف كتاب نُورٌ مِنَ الشرق كيف ساعدت علوم الحضارة الإسلامية على تشكيل العالم الغربي
جون فريلي: ولد عام 1926م في نيويورك، حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة نيويورك، ثم قضى سنة ما بعد الدكتوراه في دراسة تاريخ العلوم بجامعة أكسفورد، استمر عمله باحثًا فيزيائيًّا لمدة تسعة أعوام، ثم عمل بعد ذلك في تدريس مقرَّرات الفيزياء بعدة جامعات، كما عمل أيضًا بتدريس مادة تاريخ العلوم.
معلومات عن المترجم:
الدكتور أحمد فؤاد باشا: ولد في محافظة الشرقية بمصر، حصل على درجة البكالوريوس والماجستير من كلية العلوم جامعة القاهرة، كما حصل على دكتوراه الفلسفة في الفيزياء من جامعة موسكو، وعمل في التدريس ثم عُيِّن وكيلًا لكلية العلوم ثم عميدًا لها، وتعدَّدت أعماله بين التأليف والترجمة