من الطبيعي أن نخشى المجهول
من الطبيعي أن نخشى المجهول
في يوم من الأيام اجتمع مجموعة من زملاء الدراسة القدامى في شيكاغو ليتناولوا الغداء معًا ويتذكروا الماضي المرح ويتعرفوا على ما حدث لكل منهم، وتحدثوا عن تلك الحياة التي تتغير بشكل مُدهش وبها تتغير أفكارُنا كما لو أننا كنا أشخاصًا آخرين، ورغم ذلك فعادة الإنسان أنه لايبتغي التغيير حتى في اللحظة التي تتغير فيها الأشياء عنوةً، ولقد ذكر أحدهم أن سبب مقاومتنا للتغيير ربما يعود إلى أننا نخشى ذلك المجهول في حياتنا المهنية أو الشخصية، لكن ذكر أحد الزملاء أن هناك قصة طريفة سمعها ساعدته على التعامل مع مثل هذه التغيرات وتحسين الظروف المتعلقة بعمله وحياته، وتحمل هذه القصة عنوان: “مَن الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟”.
كان هناك أربعة مخلوقات صغيرة تجري داخل مكان أشبه بالمتاهة باحثةً عن قطعة جبن تكفي احتياجاتهم من الطعام وتضمن حياة سعيدة لهم، وكانوا فأرين اسمهما “سنيف” و”سكوري”، وقزمين صغيرين وهما “هيم”، و”هاو”، وعلى الرغم من اختلاف الفأرين عن القزمين؛ فقد اشتركوا في أنهم يقومون كل صباح تاركين منازلهم الصغيرة للبدء برحلة البحث في المتاهة عن الجبن، وفي الوقت الذي يستخدم فيه الفأران قوة حاسة الشم لديهما مع الطريقة التقليدية للبحث في كل ممر وحجرة موجودة؛ نجد القزمين يستخدمان أسلوبهما في التفكير والتعلُّم من الخبرات الماضية، لكن بطبيعتهما البشرية قد يتعرضان لبعض الارتباك بسبب عواطفهما، وعلى أي حال فقد توصَّل الجميع ذات مرة في تلك المتاهة إلى ما يُدعى بمحطة الجبن “ج” التي وجدوا فيها مبتغاهم من الجبن المفضَّل بمخزون ضخم، لكن لُوحظ أن القزمين هيم وهاو مع مرور الوقت اتبعا روتينًا مختلفًا تمثل في التراخي والتكاسُل، فهما قد عرفا مكان الجبن الآن ولا حاجة إلى العجلة.
الفكرة من كتاب من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟
في فترة من فترات حياتِنا نمرُّ بمواقف تنقلب فيها الأوضاع رأسًا على عقِب وتتغيَّر الأمور بما لم نرغبه دومًا ولطالما تخوَّفنا من حدوثه، وهذا التغيير قد يكون متعلقًا بالعمل والحياة المهنية أو العلاقات في حياتنا الشخصية، وما يحدث هنا أن أغلبُنا يمرُّ بحالة من الارتباك والتخوُّف، وقد يقف منتظرًا عودة الأمور إلى مجراها شاغلًا نفسه بالتحليل الدقيق لفهم سبب تغيُّرِها!
يناقش هذا الكتاب في إطار قصصي سهل اللُّغة هذه المشكلة، ويُمثل أبطالها بفأرين يعيشان حياة الفطرة، وقِزمَيْن بشريين تناسيا الفطرة التي وَجَب استخدامها بالعقل، كما يستخدم قطعة الجبن في إشارة إلى ما نريد الحصول عليه في حياتنا كالوظيفة أو العلاقات الناجحة أو المال أو السلام الروحي أو أي أمر ترتبط به السعادة، وأبطال القصة يعيشون داخل متاهة تُمثل المكان الذي يمضي فيه المرء وقته باحثًا عن ضالَّته المنشودة.
مؤلف كتاب من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟
سبِنْسَر جونسون: هو مؤلف أمريكي ومحاضر في مجال النمو الشخصي والأعمال التجارية وأساليب الإدارة، وقد حصل على درجة الليسانس في علم النفس من جامعة جنوب كاليفورنيا، كما نال درجة الدكتوراه من الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا، وله مؤلفات في مجال الطب وجراحة القلب، وقد تُرجمت كتبه إلى أكثر من ست وعشرين لغة، كما دخل كتابه هذا “من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟” قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا، ومن أبرز مؤلفاته:
الهدية.. سر الاستمتاع بعملك وحياتك.
المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة.
قمم ووديان.
كينيث بلانشارد: هو مؤلف ومحاضر في الإدارة، حصل على درجة ماجيستير الفن في علم الاجتماع في جامعة كولغيت، ومن أشهر مؤلفاته كتاب “المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة” بالتعاون مع سبنسر جونسون، وكتاب “حوت منجز! قوة العلاقات الإيجابية”.