من الصديق الحق؟

الصديق الحق هو من يصدقك المحبة والنصيحة، ويؤذيه ما يؤذيك ويسعده ما يسعدك، ولا يميل إلى المصالح الدنيوية في علاقتكما، وإذا نظرنا في معجم مقاييس اللغة نجد أن صَدَقَ أصلٌ يدل على قوة في الشيء قولًا وفعلًا، وأن الصداقة مشتقةٌ من الصدق في المودة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

والأصدقاء على ثلاث درجات: الأولى أصدقاء هم كالغذاء لروحك يغدقون المودة ويخلصون لك النصيحة ولا يبخلون عليك بعلم أو غيره وتجد أثرهم فيك طيبًا بصلاحهم وحسن خلقهم، فهؤلاء لا بد لك منهم ولتُدِم صحبتهم، وهم على ندرتهم الشديدة موجودون في كل زمان ومكان، أما الدرجة الثانية فأصدقاء تأنس بهم لا شرَّ فيهم ولكنك لا تجد معهم نفعًا حقيقيًّا أو واسعًا، ومثل هؤلاء تلقاهم من حين إلى حين وتبادلهم طلاقة الوجه واللسان، ولكن لا ينبغي لك أن تُكثر من مجالستهم لئلا تضيع أوقاتك، والدرجة الثالثة فيها رفاق السوء، وهؤلاء كالسم الذي لا بد من اجتنابه لئلا تهلك.

 وتذكر في اختيارك لأصدقائك قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ”، ولا تحكم على أحدٍ أنه صديقك وتأتمِنه إلا إذا جربته في مواقف تُبدي لك طباعه وأخلاقه، ويظهر لك صدق مودته، مثل السفر أو عند الشدائد والاحتياج المادي، وفي أوقات الخصومة وسوء التفاهم، ومع طول المصاحبة وكثرة المجالسة، فربما تعجبك شخصية أحدهم أول الأمر، ثم تكتشف من طباعه ما لا يسر أو ما لا يُناسبك.

وربما تتساءل إن كان الأفضل أن تُكثر من الأصدقاء أم لا، والجواب أن تكثر من الصالحين الأوفياء إن وجدتهم، وهم –كما يُقال- في نُدرة الكبريت الأحمر، وأما الإكثار من المعارف عمومًا فهو على فوائده يتعبك وربما يشغلك بما لا ينفع.

خلق الله الناس يأنس بعضهم ببعض، لا يستطيع الواحد منا أن يعيش في عزلة أبد الدهر، فنتخذ أصدقاء وأصحابًا، لكنَّ الصداقة ليست مجرد تسلية وضحكات ومسامرات كما يظن البعض، وإنما فيها واجباتٌ والتزامات لا يكون الصديق صديقًا إلا بها.

فما الصداقة الحقيقية؟ وما معنى الحب في الله؟ وما حقوق الصديق التي إذا أديتها كنت نعم الصديق، وإن وجدتها من غيرك تمسَّكت بصداقته؟ هذا ما سنحاول أن نُجيب عنه هنا.

أحمد بن ناصر الطيار: داعية سعودي، وإمام وخطيب جامع عبد الله بن نوفل بالزلفي، نشط على مواقع التواصل الاجتماعي، ينشر عليها خُطبًا وخواطر واقتباسات من كتبه، وله العديد من المؤلفات، منها: “الأنس بالله تعالى”، و”بوابة الخشوع في الصلاة”، و”صناعة طالب علم ماهر”، و”آداب طالب العلم وسبل بنائه ورسوخه”، و”الحياة الزوجية السعيدة، قواعد وحقوق وعلاج للمنغصات”، و”حياة السلف بين القول والعمل”، و”عبقرية شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله”.