من السلبية إلى الإيجابية
من السلبية إلى الإيجابية
يدخل الطالب المدرسة بنفسية مشبعة بكراهية الرياضيات والنفور منها من قبل أن يتعلمها تحت تأثير انطباعات الآخرين والمعتقدات الخاطئة، مثل أن تعلم الرياضيات يحتاج إلى ذكاء عالٍ، والضعف في الرياضيات شيء طبيعي أو متعلق بالوراثة، وأن الرياضيات مقصورة على مهن محدودة. فضلًا عن طرق التدريس القائمة على حفظ خطوات الحل دون ترسيخ للمفاهيم في الذهن، فإن تمييز الأنماط، وبناء المفاهيم العقلية التي تستخدم الحقائق الرياضية الأساسية، أهم من حفظ المعادلات، فيصبح التلميذ مطالَبًا بإجراء القسمة المطوّلة دون أن يتدرب لمدة كافية على عمليات الجمع والطرح والضرب اللازمة لحل القسمة، أو تفرض عليه مسائل دون أن يعرف مغزاها أو القيمة التطبيقية لها في الحياة، ومن ثَم يفقد الثقة في حل المسائل وينتابه القلق تجاه الرياضيات.
يبدأ تغيير التصورات السلبية تجاه الرياضيات من العائلة من خلال تخفيف ما يُمسى بـ”التوتر الأكاديمي” الناشئ عن توقعات الوالدين العالية لمستويات أبنائهم، فيُصاب الابن بالقلق والتوتر المُعيق للإنجاز والتركيز عندما لا يحصل على درجات مرتفعة، ويمكن تخفيف التوتر باستراتيجية إعادة السيطرة بإعادة الاختبار، والهدف منها تحقيق درجة النجاح والتنقل بين الصفوف، بل وإكمال جوانب النقص والاستعداد الكامل للمرحلة القادمة، وتشجيع الآباء أولادهم على إدخال المسائل الحسابية إلى مرحهم وهواياتهم مثل المقارنة بين أثمان الألعاب التي يحبونها. على المعلم أن يجعل حصة الرياضيات محفزة للخيال ويطرح المسائل الحسابية في شكل أحجية تثير الإبداع وتعزز الذاكرة، مثل حساب عدد المتغيبين بطرح الحضور من العدد الكلي، ومعرفة أعداد وأسعار التذاكر لتغطية مصاريف رحلة ميدانية، ويستعمل أسلوب التغذية الراجعة تقييم أسلوب الشرح وطرق التدريس للوصول إلى أنجح الوسائل في تحقيق النتائج المطلوبة.
الفكرة من كتاب تعلُّم حب الرياضيات استراتيجيات تدريس لتغيير اتجاهات الطلاب وتحقيق النتائج
لا تستغني الحياة عن التفكير الرياضي، لأنه يعلمنا التصنيف والاستدلال والتحليل وتنظيم المعلومات وترتيب الأولويات وإدراك الأنماط والعلاقات، وكلها من وظائف التفكير العُليا التي تقودنا إلى الحلول الإبداعية للمشكلات، ولكنّ معظم طلبة المدارس ينفرون من الرياضيات ويشتكون من صعوبتها، ومعدلات الرسوب في الرياضيات أكثر من أي مادة أخرى، كما أظهرت دراسة أمريكية أن ٧٤٪ من الطلاب يرون مادة الرياضيات مُملَّة، وكثيرًا ما يتركون مسارات تعليمية معينة هروبًا من شبح الرياضيات، لذلك تقدم المؤلفة لمعلمي الرياضيات مجموعة من الاستراتيجيات العملية، للاستفادة منها في قلب الموقف السلبي تجاه الرياضيات وجعلها من أمتع المواد وأكثرها إثارة! وكلها مبنية على أبحاث علم الأعصاب الحديث خصوصًا تلك المتعلقة بوظائف قشرة الدماغ الأمامية.
مؤلف كتاب تعلُّم حب الرياضيات استراتيجيات تدريس لتغيير اتجاهات الطلاب وتحقيق النتائج
جودي ويليس : طبيبة وعالمة أعصاب ومرجع في أبحاث الدماغ في ما يتعلق بالتعلم والدماغ وارتباطات هذا البحث بأفضل ممارسات التدريس. تخرجت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، ومارست علم الأعصاب لخمسة عشر عامًا، ثم حصلت على ماجستير التربية من الجامعة نفسها، وتفرَّغت للتدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة قبل أن تكرس وقتها لتقديم العروض التقديمية وإجراء ورش للمعلمين وأولياء الأمور على الصعيدين المحلي والدولي.
من مؤلفاتها:
– تعليم الدماغ القراءة.
– Research Based Strategies to Ignite Student Learning
المترجمة: سهام جمال: ترجمت عدة كتب لمكتبة العبيكان منها: “تعليم الدماغ القراءة”، و”دليل التجميع العنقودي: كيف تتحدى الطلاب الموهوبين وحسن التحصيل الشامل”.