من السعيد؟

لا شك أن هناك لحظاتٍ من السعادة تمرُّ علينا جميعًا، مهما اختلفت الأحوال، ولكن القليل هو من يستمر معه هذا الشعور، في الحقيقة إن السعيد هو من يعرف كيف يرضى بحاله، فليست السعادة في الثروة ولا في الحب، وليست السعادة في الجاه ولا في الجمال ولا هي في كل هذا وذلك، بل السعادة ظنُّ السعيد أنه سعيد!

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ولا بدَّ أن يدرك الإنسان أنه مُحاط بجو مليء بنعم الله عليه، فالكثير من الناس لا يُدرك فضل الله عليه إلا حينما يُحرَم من إحدى النعم، وحتى يستشعر تلك النعم فبإمكانه زيارة المُستشفى مرة كل شهر ليعرف فضل الله عليه في الصحة وحفظه من المرض، أو يزور الحديقة مرة كل أسبوع ليعرف فضل الله عليه في خلقه لجمال الطبيعة وأنه يستطيع رؤية الألوان والاستماع للطير، وحين يقنع الإنسان بالقليل سيسعد، مهما كانت حاله بسيطة فهو لا يُفكِّر إلا في كل جميل، ولا يقول إلا القول الكريم فلا يحسد الناس، بل يستشعر معاناتهم فيُشفق عليهم.

ويجب أن يعلم المؤمن الحق أن متاع الدنيا زائل، فالجاه والثروه والجمال ما لها من مآل، فيسعى جاهدًا إلى كسب رضا ربِّه ويقنع بما أعطاه الله في هذه الحياة، ويعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا ويعمل لآخرته كأنه يموت غدًا، فالسعادة في طاعة الله وفي محبة الإنسان لأخيه ومساعدة المحتاج، يقول تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى﴾.

قد يقف الإنسان في لحظة من اللحظات متسائلًا: “ما غايتي من الحياة؟ ما الذي يجب عليَّ أن أفعله؟ هل تحقيق الثروة المالية سيحقِّق لي السعادة والطمأنينة التي أرجوها؟ أم أن الجاه والمنصب هو ما سيحقِّق ذلك؟”.

إن كثيرًا من الواهمين يعتقدون أن السعادة لا حقيقة لها، فلو عرف الإنسان حقيقة الحياة، لوجد فيها أسبابًا كثيرة تُحقِّق تلك السعادة، بل تحقِّق له الجنة في الدنيا قبل أن يراها في الآخرة، لكن قبل السير في البحث عنها لا بدَّ أن نعرف حقيقتها، والأسباب التي تخلق السعادة الفعلية الدائمة.

حسَّان شمسي باشا: طبيب سوري الجنسية، واستشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة وزميل الكليات الملكية للأطباء في أيرلندا وجلاسجو ولندن وزميل الكلية الأمريكية لأطباء القلب، شارك في العديد من المؤتمرات والندوات، منها: ندوات الأخلاقيات الطبية في المملكة العربية السعودية وغيرها.

وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية لأمراض القلب في الولايات المتحدة وأوروبا، وله أكثر من خمسين بحثًا طبيًّا في أمراض القلب نشرت في المجلات الطبية الأمريكية والأوروبية. من مؤلفاته: “همسة في أذن فتاة”، و”عندما يحلو المساء”، و”مسؤولية الطبيب بين الفقه والقانون”.