من الاختلافات النفسية والعقلية
من الاختلافات النفسية والعقلية
ومن سمات المرأة ميلها إلى قوة الرجل وطلبها حمايته ودعمه، كما تميل أغلب النساء إلى الخضوع والاستسلام لرجل تجد فيه القوة والحماية، حتى في الاتصال والملامسة الحسية، التي تتطلب بطبيعتها خضوع المرأة واستسلامها لرجلها، حتى إن رغبتها في الملامسة ترتبط لديها بميلها للاستسلام والخضوع، والمرأة تلجأ _في أول الزواج عادة_ إلى نيل السيطرة والقوة، ولكنها إن فازت بذلك تعرف أنها قد خسرت، إذ لا هناءة لامرأة كاملة الأنوثة مع رجل ضعيف، فهي تجد انتصارها وقوتها حينما تستكين إلى بأسه وغلبته.
ومن سمات المرأة أيضا “التقبلية”، فنجد ميلها إلى قبول الحقائق والمعارف أكبر من ميلها إلى الاختراع والاكتشاف وسلك الطرق الجديدة، لذا فهي تتميز في تلقي المعلومات والمقارنة، وذاكرتها عادة أقوى من ذاكرة الرجل، لكن للرجل القدرة الأكبر على التفلسف والاختراع والإبداع، ومن سمات المرأة الحدس والإلهام، وهو معرفة فطرية لا تعتمد عادة على حقائق ملموسة ولا براهين، إنما هو شعور قوي صادق.
أما السمات المميزة للرجل فأهمها سمة الطموح والسعي المطرد لاكتساب القوة والسيطرة والسعي إلى الكمال، ويدفعه إلى ذلك صراع البقاء الذي تفرضه عليه الطبيعة منذ بدايتها وبصور مختلفة تناسب أسباب البقاء في كل عصر، ورغبته في الكمال تدفعه لاستخدام كل مهاراته العقلية وتركيز جهده على أهدافه، والرجال يتميز تفكيرهم بالمنطق والاستدلال، ويمتازون بالتفكير الإبداعي الابتكاري، وهم أكثر قدرة على التركيز العقلي والاستمرارية في السعي نحو هدف محدد لفترات زمنية أكبر.
ومعرفتنا بتلك الاختلافات الجسدية والنفسية والعقلية، تجعلنا أكثر جاهزية لمباحثة الشرائع الإسلامية في ما يتعلق بالاختلافات بين الرجل والمرأة.
الفكرة من كتاب وليس الذكر كالأنثى
يقول الله تعالى في كتابه على لسان امرأة عمران: “وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ”، فما أوجه الاختلاف إذًا؟ وما الحكمة منها؟ وما مدى توافق تلك الفكرة مع الأبحاث العلمية والدراسات النفسية الحديثة؟
عن تلك الأسئلة يجيب الدكتور الخشت متناولًا في طرحه الجانب الفسيولوجي والنفسي والعقلي للرجل والمرأة في العلوم الحديثة، مؤكدًا أن غرض الدراسة ليس المفاضلة بين الجنسين بأي حال من الأحوال، وإنما بيان حال وجمع دلائل الآية الكريمة، فقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة من حيث القيمة، وفي ما يتصل بالإنسان من حيث كونه إنسانًا، ثم فرق بينهما في نواحٍ أخرى باختلاف تكوين كل منهما ووظائفه التي أعده الله لها، بما يعلم أنها الأصلح له وللأسرة وللمجتمع ككل، فجعل اختلافهما ليكمل كل منهما صاحبه ويسكن إليه، فينطلقا معًا لمراد الله فيهما على الأرض.
مؤلف كتاب وليس الذكر كالأنثى
محمد عثمان الخشت: كاتب ومفكر وأستاذ جامعي مصري، يشغل منصب رئيس جامعة القاهرة منذ عام 2017، حاصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان من جامعة القاهرة، تولى عددًا من المناصب القيادية في نفس الجامعة، منها أنه كان مستشارًا ثقافيًّا فيها، كما كان المُؤسس والمُشرف على مشروع جامعة القاهرة للترجمة، وشغل الخشت منصب المُستشار الثقافي المصري لدى المملكة العربية السعودية، صنفه كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين.
له عدد كبير من المؤلفات في الأديان المُقارنة وفلسفة الدين والفلسفة الحديثة والمُعاصرة، وفي البحوث العلمية وفي السياسة والاجتماع والعلوم الشرعية، وكُتِبت لبحث منهجه ومشروعه الفكري عديد من المؤلفات من كتاب معاصرين.
من مؤلفاته:
مدخل إلى فلسفة الدين.
نحو تأسيس عصر ديني جديد.
المرأة المثالية في أعين الرجال.
مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي: واستراتيجيات إقامة الدولة الفلسطينية.