من الإنسان؟
من الإنسان؟
لماذا نشعر بالحب تجاه بعض الناس ولا نشعر بالحب تجاه آخرين؟ لماذا ينجح البعض اجتماعيًّا ويفشل آخرون؟ رغم أننا نمتلك نفس الموارد، ففيمَ تكمن المشكلة التي تجعل بعضنا متميزًا عن البعض؟ السر يكمن في كيفية استغلال مواردك المتاحة؟ كيفية بنائك لشخصيتك، والسؤال المهم هو ما الشخصية وكيف نكونها؟ الشخصية هي ناتج من البيئة التي نعيش فيها وطريقة التربية والمستقبلات والمواقف التي تتعرَّض لها، والبشر الذين تقابلهم وتكتسب منهم بعض الصفات، وعليه فعندما تتكوَّن شخصيتك تبدأ في التعامل مع الناس ورؤيتهم بنظارتك الخاصة، والحكم عليهم تجاه ما تمليه عليك شخصيتك، وكأننا لا نرى الواقع نحن فقط، بل نرى جزءًا منا في كل شخص.
وبعض الناس تتشكَّل لديهم شخصية مضطربة منذ الطفولة، نتيجة لعوامل وراثية أو لسمات حادة يتم التعرض لها، وعندما نفهم الشخصيات المضطربة، فسوف نعرف الطريقة الصحيحة للتعامل معها، إما بالبعد أو بالتجاهل أو حتى تقديم الأعذار وأحيانًا تقديم المساعدة.
وتتعدَّد الاضطرابات الشخصية حتى تنتج لنا الشخصية الانطوائية، ويجد صاحبها صعوبة في الانصهار مع الناس في أي علاقة اجتماعية، ففي معظم الوقت تكون عواطفه غير نشطة، أي أنه لا يهتم بمشاعر الآخرين، وقد يكون ذكيًّا ومفيدًا للآخرين لكنه يمارس كل أنشطته وحده ولا يكون في حاجة إلى الآخرين ولا يشعر بأنه في مشكلة تحتاج إلى علاج.
وهناك الشخصية القهرية وهي التي لا تستطيع التعبير عما بداخلها، وصاحبها بارد المشاعر، موسوس، قلوق، والأسوأ هو الشخصية السيكوباتية وصاحبها هو الذي تتجمَّع فيه كل صفات الشر وقد يعطي شره قناعًا من المنطقية ولكنه أخطر نوع ويحب علاجه، فلا يمكنك تخيل ما الذي يستطيع فعله شخص ليس لديه مشاعر ولا أخلاق وتقوده رغباته فقط!
الفكرة من كتاب من أنا؟ من أنت؟ من هو؟
الكثيرون حولنا يعانون مشاكل نفسية عميقة، وفي بعض الأحيان قد تصل بهم هذه المشاكل إلى إيذاء الآخرين، أو حتى إيذاء أنفسهم، وقد ينحدر الأمر ويصل إلى الانتحار، ورغم أن هذا المرض النفسي يكون جحيمًا على صاحبه، فإن هناك عذابًا أكبر عليه وهو عدم التقدير من المحيطين به، فمعظم الناس يتعاملون مع الأمراض المرئية فقط، أما المرض النفسي فهو شيء غير مفهوم للكثيرين ولا يمكنهم استيعابه مثل الكسور أو الجروح، ولا نريد بهذا الكلام اتهامًا أو ظلمًا للناس، فأغلب الناس يجدون صعوبة في فهم المعلومات الطبية الصحيحة المتعلقة بالنفس البشرية بطريقة سهلة وبسيطة.
وفي هذا الكتاب يحاول الكاتب أن يبسِّط لنا المواضيع العلمية ويتحدث عنها من وجهة نظر فلسفية؛ بحيث تصل إلى جميع المستويات الثقافية وليس التخصصية فقط.
مؤلف كتاب من أنا؟ من أنت؟ من هو؟
الدكتور عادل صادق عبدالله عامر، هو طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ورأس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام.
توفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيما؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”، و”أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي”.