من الأفضل لكِ أن تستقيلي!
من الأفضل لكِ أن تستقيلي!
هذا ما قالته المديرة بالقصة لإحدى الموظفات العبقريات في الفريق، والتي يعتمد عليها الفريق في جوانب كثيرة، لكن الذي دفع المديرة إلى طرد الموظفة ليس متعلقًا بعوامل فنية، وأقرَّت المديرة أنها تتميز بها بشكل كبير وبعيد عن أقرب منافسيها، إلا أن المشكلة بالأساس كانت تتعلق بمشاكل سلوكية مرتبطة بالموظفة، إضافةً إلى عدم انخراطها مع الفريق بشكل واضح مما يؤدي إلى الخلل الجماعي الذي سيؤدي بالضرورة إلى عدم تنفيذ الأعمال المطلوبة من الفريق.
رغم أن الموظفة لديها خبرة كبيرة في مجالها وفي فنيات مجالها، فإنها كانت ترى أنها أفضل ممن حولها، كما أنها عن قصد وأحيانًا بغير قصد تظهر لمن حولها ذلك، وليس من باب أن يتعلموا منها مثلًا وإنما من باب الاستهزاء بهم وبما يفعلونه، ورغم المخاوف التي أبداها الفريق من رحيل تلك العضوة فإن المديرة ذكَّرتهم بأن التركيز سيكون على قضايا العمل الحقيقية في الاجتماع، وستعمل للتأكيد أمام الرأي العام أن ذلك القرار كان صحيحًا لصحة المجموعة ولصحة المنظمة، حيث أظهرت المديرة أن العامل الأساسي الذي دفعها إلى ذلك الأمر هو أن التغاضي عن تلك السلوكيات من ذلك الفرد سيؤدي بعد وقت قريب إلى تدمير أواصر تلك المجموعة، وبالتالي كان لا بد من التعامل الحازم معها، وهو إما أن ترحل وإما أن يتم تغيير سلوكياتها غير الصحية لعمل الفريق، وبالتالي فالهدف الجماعي في تلك الحالة أفضل من أن يتم إهداره لإنجاز فردي لأحد أعضائه.
الفكرة من كتاب العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي: قصة عن القيادة
أشار الكاتب بأسلوب قصصي شائق إلى عوامل أثرت بشكل كبير في منظومة إحدى الشركات التي واجهتها المشاكل بعد صعودها إلى المراكز المتقدمة في التصنيف بين الشركات التكنولوجية الرائدة، وبعد تعيين المديرة الجديدة تم اكتشاف أن الأمر متعلِّق بالفريق نفسه، وأنه يعاني مشاكل تعوق تعاملهم فيما بينهم كفريق، لتحاول تنظيم وهيكلة الفريق مرة أخرى لتعيد الريادة إلى الشركة.
مؤلف كتاب العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي: قصة عن القيادة
باتريك لينسيوني: خبير ومستشار إداري ورئيس شركة تابل جروب التي تقدم الاستشارات الإدارية لعدد كبير من الشركات والمؤسسات، وإلى جانب عمله كمؤلف، يعمل في المجلس الوطني لإدارة مؤسسة “ميك أويش” الأمريكية، كما أنه أحد المساهمين في مؤسسة هنداوي للنشر والتوزيع.