من أين تنبع المخاطر؟
من أين تنبع المخاطر؟
كما تنقسم المخاطر إلى ثلاثة أنواع، فإنها تندرج أسفل خمس فئات: الفئة الأولى هي المخاطر الماديَّة المُرتبطة بالشؤون المُتعلقة بحساب الشركة، وأسعار الفائدة وأسعار صرف العملات، والفئة الثانية هي المخاطر التنظيميَّة المُرتبطة بالمشكلات الثقافيَّة والهيكليَّة والأشخاص، والفئة الثالثة هي مخاطر الامتثال المُتعلقة بالُمتطلبات القانونيَّة التي تتغير طوال الوقت، أما الفئة الرابعة فهي المخاطر التشغيليَّة المُتعلقة بحدوث فشل في العمليات اليوميَّة نتيجة وقوع خطأ فني أو خطأ بشري، وأخيرًا الفئة الخامسة هي المخاطر الاستراتيجيَّة المُرتبطة بفاعلية خطة العمل، إذ يُمكن أن تُصبح خطة العمل أقل فاعلية بسبب حدوث تغيرات تكنولوجيَّة، أو دخول منافس قوي جديد، أو ارتفاع تكاليف المواد الخام.
وينبغي تحديد الفئة التي تنتمي إليها المخاطر المحتملة في أول مرحلة من مراحل إدارة المخاطر، كما ينبغي تحديد مصدرها، إذ توجد عِدَّة مصادر للمخاطر، منها: الإفراط في الاعتماد على شريحة مُعينة من العملاء دون غيرها، إذ تُمثل أكثر من عشرة بالمئة من الإيرادات، ومن ثم يُمثل تحولها مخاطرة أو قد تُمارس ضغوطًا لتخفيض الأسعار وخلق نفوذ تفاوضي، أو فشل أحد الموردين في الوفاء بالتزاماته، وخصوصًا إذا كان يُوفر أكثر من ثلاثين بالمئة من مُتطلبات المنتج.
يُمثل الموظفون أيضًا مصدرًا للمخاطر من خلال أربعة أشكال، فالخطر ينجم إذا رأى معظم الموظفين أن عملهم في الشركة مؤقت، وأنها محطة قصيرة لاكتساب الخبرة، وهذا ينعكس على المعدلات العالية للدوران وضعف الإنتاجية، أو إذا اتَّخذ الموظفون قراراتهم بشكل مستقل ودون معايير، مما يتيح فرصة للفساد والتواطؤ، وقد يتمثل الخطر في وجود موظف ينجز مهمات مُتعددة، ومن ثم يؤثر غيابه في سير العمل، أو في وجود بيئة يواجه فيها الموظفون مخاطر الصحة والسلامة المهنيَّة.
إلى جانب الموظفين يُعد الموقع مصدرًا للمخاطر، إذ يُمثل الاعتمادُ على موقع واحد خطرًا، وذلك بسبب احتمال حدوث حرائق، والسمعة، أي الكيفية التي يرى أصحاب المصلحة وعامة الناس بها المنظمة، وأيضًا أزمات تكنولوجيا المعلومات تُمثل خطرًا، وكذلك المخاطر التي تتعلق بالتحولات الماليَّة كتغير سعر الصرف أو الفائدة، وثمة مخاطر تتعلق بالتقلبات في الأحوال الاقتصاديَّة، مثل: ظهور منافس قوي، أو خروج شريك بشكل مُفاجئ، ولكل مصدر من هذه المصادر إجراءات وقائية تقي آثارها السلبيَّة.
الفكرة من كتاب إدارة المخاطر للشركات الناشئة
رُفِعَت القيود الحكوميَّة عن البنوك في الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في عام 1980، ومن ثم عانت البنوك وتراجعت كل مؤشراتها في البورصة بمقدار تسعة وخمسين بالمئة، كما استقال عددٌ كبيرٌ من مديري البنك الأمريكيّ BANK OF AMERICA لعجزهم عن التعامل مع هذا الموقف، في المقابل حقق بنك ويلز زيادة في معدلات الأسهم أربع مرات عن المعدلات الطبيعية!
أي إن بنك ويلز استطاع التأهب لمواجهة التغييرات، ونجح في هذا من خلال عملية تكراريَّة تُنفَذ بطريقة تسلسليَّة لتُحسن عملية صنع القرار، تسمى عملية إدارة المخاطر.
مؤلف كتاب إدارة المخاطر للشركات الناشئة
م. محمد الباز: رائد أعمال مصري ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الباز، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة عام 1999 من جامعة المنصورة، وعلى درجة ماجيستير في إدارة الأعمال من معهد أستراليا لإدارة الأعمال عام 2012، بالإضافة إلى المستوى الأول من شهادة مدير محافظ مالية معتمد لدى هيئة سوق المال من الجمعية المصرية لإدارة الاستثمار. أسس عديدًا من الشركات والمبادرات منها مبادرة “اعمل بيزنس” في عام 2012، وقد كانت نواة لإنشاء “أكاديمية اعمل بيزنس” في عام 2017، التي تضم نخبة من المحاضرين ذوي الخبرة في مجال إدارة الأعمال لتقديم النصائح والعلم إلى أصحاب الأعمال، وأطلق أيضًا سلسلة كتب “اعمل بيزنس” من تأليفه، منها:
المسار الوظيفي.
مستهدف المبيعات.
إتقان فن البيع والإقناع.