من أين تأتي المشكلات الزوجية؟
من أين تأتي المشكلات الزوجية؟
يمثل هذا علامة استفهام كبيرة ليس عند المتزوجين وحسب، بل عند المراقبين والمشاهدين من الخارج أيضًا؛ من أين تأتي المشكلات؟ ولماذا تنهار بعض الزيجات عند أول مطب بينما يستمر غيرها في مواصلة المسير بتماسك؟
من خلال البحث عن إجابة لهذه التساؤلات يتضح أن انهيار الزواج قد يكون بسبب تفاصيل صغيرة لا نهتم بها في البداية ولا نوليها أي بال تتراكم وتتزاحم لتعلن عن آخر فصل من فصول هذه الحكاية مبكرًا، ومنها تمسُّك بعض الأزواج المثاليين بتوقُّعاتهم العالية التي لم ولن تتحقق، وقد يكون عدم دراسة الإنسان القلِق لنفسه جيدًا قبل دخوله هذه المؤسسة له أثر سلبي فيه وفي شريك حياته يودي بعلاقتهما إلى الهاوية في نهاية المطاف، وقد تكون القناعة والرضى بوضع الزواج الراهن وتدنِّي مستوى التطلعات حيال تطويره وتحسينه بعدم تنمية المهارات والإمكانيات سببًا من الأسباب كذلك؛ وتعدُّ الغفلة عن استثمار الخيارات الصحيحة ومصادفة بعض ظروف الطارئة غير متوقعة عاملًا من عوامل انبعاث مشاكل جديدة لم تكن في الحسبان ومما يسهم في نشوء حالة من الارتباك والعجز عن إيجاد الحلول.
ويعد عدم اختبار الذات، وبخاصةٍ في خضم هذه الحياة المضغوطة والمتسارعة، ضربًا من ضروب الأنانية يؤدي إلى عدم تقدير شريك الحياة، ويكون سببًا مركزيًّا من أسباب تصادم الزوجين وتصدُّع العلاقة لأن النفس التي لا تخضع لاختبارات تصبح عرضة للسقوط وفي الزواج لا تسقط وحيدًا؛ وهذا ليس قدرًا حتميًّا لا يمكن الفكاك منه؟! هو مطب عابر يمكن اجتيازه بتجنُّب الذاتية العمياء والإنصات لانتقادات الشريك والاستماع لوجهة نظره حول ما يراه فينا من نقاط العيب والخطأ التي ينبغي علينا تقويمها وإصلاحها لضمان استمرار هذا المشروع.
الفكرة من كتاب أحبك أكثر
ليس هناك حياة زوجية تخلو من المشكلات، والحياة بصفة عامة تعرِّضنا للأزمات التي تختبر علاقتنا الزوجية كل يوم، إذ يحمل مشروع الزواج على عاتقه حلم تحقيق الطمأنينة المشتركة والسعادة الجماعية ويطمح في تحقيق الشراكة وتحمل العبء والتفكير والتضحية من أجل الآخر.
وبما أن المشكلات والامتحانات اليومية واقع لا بد منه فإن هذا الكتاب يحاول تحويل هذه المشكلات إلى أرضية جديدة ومشتركة تسعى لتعميق العلاقة بين الزوجين وتقريب المسافات وسد الفجوات التي قد تحدثها رتابة الحياة وروتينها الممل فيما بينهما، أملًا في دفع كل زوج باتجاه الآخر ليعبِّر له عن محبته كل يوم بالفعل والقول والاحتواء رغمًا عن كل الأزمات والظروف أكثر وأكثر.
مؤلف كتاب أحبك أكثر
الدكتور “لايس باروت” وزوجته الدكتورة “ليزلي باروت” باحثان في مجالات تطوير العلاقات الزوجية وصاحب المؤلفات الأكثر مبيعًا، وقد حصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة نورث ويست، ومؤسس معهد باروت للعلاقات الصحية في جامعة أوليفيت نازاري.
أسس وهو وزوجته الدكتورة ليزلي باروت مركز تنمية العلاقات في جامعة سياتل باسيفيك، كما حصلا على عدد لا بأس به من الجوائز بعد إصدار كتابهما “أحبك أكثر”.