من أين تأتي الشقيقة؟
من أين تأتي الشقيقة؟
يُحرض على ظهور الشقيقة بعض العوامل التي تُقسم حسب مصدرها إلى: نفسية، وروتينية، وغذائية، وهرمونية، وبيئية، وفسيولوجية، ووراثية، ومناعية، وأخيرًا البدانة.
المحرضّات النفسية: تتمثل في عدم الاستقرار النفسي في حالات العصبية والتوتر عند ثلثي الحالات، وفترات الاكتئاب عند ثُلث الحالات، وهذا ما يفسر تلازم صداع التوتر مع الشقيقة الذي يعتبر مُحرضًا آخر لها، مما يجعل المريض في دوامة متكررة من المرض، تظهر كذلك عند الاسترخاء بعد فترة ضغط طويلة.
المحرضّات الروتينية: كالإجهاد الجسدي والذهني، والأرق وتغيير نمط المعيشة أو السفر.
المحرضّات الغذائية: مثل الإكثار في الطعام أو الجوع والصيام الطويل، وتعاطي كميات كبيرة من النيكوتين والتيرامين والاسبرتات، وإدمان الكحوليات والكافيين وأعراض انسحابها.
المحرضّات الهرمونية: هي فترة الطمث والبلوغ، وسنّ اليأس، وتناول أقراص منع الحمل.
المحرضّات البيئية: مثل الضوء الشديد، والروائح النفاذة، والضوضاء المزعجة، والأدخنة، والرطوبة والرياح القوية.
المحرضّات الفسيولوجية: هي ارتفاع ضغط الدم، واضطراب سكر الدم، وآلام الأسنان والرقبة، والجيوب الأنفية.
المحرضّات الوراثية: تضاعِف إصابة أحد الوالدين بالشقيقة احتمالية إصابة الأبناء بها إلى مرتين في الشقيقة الشائعة، وأربعة في الكلاسيكية، كما أن احتمالية حمل الأبناء لِجِين الشقيقة في هذه الحالة 20%، و60% في حال إصابة كلا الوالدين، مع ملاحظة أن المواليد الإناث يتلقين المرض عن طريق الأم.
المحرضّات المناعية: يعمل الهستامين الذي تطلقه المناعة للدفاع عند التعرض للحساسية على توسيع الأوعية الدموية، كما أن خطر الشقيقة يتضاعف إلى 14 مرة عند مصابي التهاب الأنف التحسسي.
البدانة: هي بالأصل لا تسبب الشقيقة -حسب دراسة أُجريت في عام 2006 على ثلاثين ألف مصاب بالشقيقة- ولكن الزيادة الكبيرة في وزن الجسم تزيد من حدة الشقيقة _الموجودة مسبقًا_ ومعدل تكرار نوباتها، ومن ثم فإن محاولات إنقاص الوزن تجدي نفعًا في التقليل من حدتها.
وُجِد أن تأثير المحرضّات في الأفراد متفاوت، وكذلك الفترة بين التعرض للمحرض وظهور أعراض النوبة على الشخص.
الفكرة من كتاب الشقيقة (أريد حلًّا)
قد تكون تلك هي المرة الأولى التي يصادفك فيها لفظ “الشقيقة” على الرغم من أنك قد تكون مررت بإحدى نوباتها مُسبقًا، أو داهمك شيء من أعراضها لفترة، أو حتى قد تكون “الشقيقة” تصاحبك منذ مدة وأنت لا تعرف.
إن راودك شيء من السابق فأنت هنا في المكان الصحيح.
يمثل هذا الكتاب الدرجات المفقودة من سلّم علاج “الشقيقة”، بداية من التعرف الشخصي عليها من خلال المريض نفسه إلى التشخيص الصائب من الطبيب المُعالج، وانتهاءً بتوعية المجتمع الذي يعتبرها عرضًا عارضًا لا مرضًا جديرًا بالرعاية والعلاج، فالجميع يظنها مرضًا نفسيًّا لأنها تظهر عادة بعد الانتكاسات النفسية، ويكون المصاب بها طبيعيًّا في الفترات بين النوبة والأخرى.
مؤلف كتاب الشقيقة (أريد حلًّا)
سمير أبو حامد: كاتب وطبيب شاب يهتم بالكتابة عن أمراض طبية ومجتمعية، ويستهدف من خلالها التعريف بطبيعة المرض، وتوعية محيط المريض بما يعانيه.
من أعماله:
مرض الزهايمر.
البدانة مرض العصر من الألف إلى الياء.
التدخين آفة العصر.
الجلطة الدماغية.