من أنت؟
من أنت؟
إذا أراد المرء التغيير والنمو، فمن الضروري أن يكتسب المعرفة، ويزيل الجهل، ويحاول اكتشاف ذاته، والتركيز على العديد من جوانبها مثل المعتقدات، وتصفية الأفكار، فمثلًا اعتقاد المرء أن الضغط والسكري سيصيبانه بعد سن الأربعين، وأن أهله لا يحبونه، وأنه كلما كثرت أمواله، كثرت أمراضه، كل هذا لا يجعله يرى في حياته إلا ما يثبت له هذه المعتقدات السوداوية.
ومن الأمور المهمة التي يُربَّى عليها المرء ولا يعرف أهميتها، منهجية “إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى”، لكن لم يشرح أحد كيفية هذا الأمر، وكيف يمكن الاستفادة منه، فالنية كنزٌ عظيم، مكانها القلب، فيطلقها، وتقوم الجوارح بالعمل، وتتحوَّل بها العادات إلى عبادات، لذا من الضروري على المرء استحضار عقله وقلبه دائماً، واتخاذ نية لكل أعماله، حتى لا تذهب هباءً، فمثًلا قد يحسن البعض إلى أهل بيته باعتبار ذلك واجبًا ويحرم نفسه أجرًا كبيرًا، وقد يحسن البعض إلى أهل بيته تحقيقًا لهدي النبي، فيتحقَّق الرضا في قلبه، ويُبارك الرزق، وكلما كانت النية تنفع الغير، كانت أقوى، فخير الناس أنفعهم للناس.
والخوف شعور طبيعي عند كل الأفراد، وهو من أكبر العوائق لنمو الفرد، إلا أنه يمكن التعامل معه، والتقليل من آثاره السلبية، وليس التخلص منها كاملة لأن لهذا الشعور تأثيرًا إيجابيًّا في حياة الأفراد أيضًا، وكبت مشاعر الخوف هذه تؤدي إلى تلف أعضاء الجسد الداخلية ومن أهمها الكبد، وذكر الله كثيرًا صفة الخوف لدى عباده، لذا من الأفضل التعامل معه، وعدم تجاهله، ومن أكبر المعونات على ذلك هو إيمان المرء بالله، وتدبُّر آياته وأسمائه التي تساعد على زيادة الصلة بالله، وأيضًا تساعد فكرة القبول والتسليم على تخفيف مشاعر الخوف، فالخير يأتى أحيانًا مخفيًّا في صورة شر، ولذا كتب الله على المؤمنين الصبر عند الصدمة الأولى، حتى لا يفوِّتوا الخير من الابتلاء، فمن رضي فله الرضا، وحريٌّ على الله أن يرضيه، والتحكُّم في ردَّات الفعل عند الصدمات تساعد المرء على الوصول إلى الرضا، كحمد الله، والاستغفار، بدلًا من النحيب، ومشاعر الضحية التي يعيشها المبتلى، فكل شيء عنده لحكمة.
الفكرة من كتاب كينونة الشفاء
يُعاني الجميع آثار ما يسمَّى بالجهل والعادات والتقاليد والعيب، وهذه القيود جلبت في النفوس الكثير من الاضطرابات النفسية والأخلاقية، لذا جاء هذا الكتاب مساعدًا لكل من يرغب في النمو والنضج بسلام وحب، تحاول فيه الكاتبة توضيح وتصحيح مفاهيم كثيرة عند الإنسان كالمرض والاستحقاق والتوتر والألم، ومن ثمَّ تعرِّفه على ذاته.
مؤلف كتاب كينونة الشفاء
ريم محمد: مدرِّبة حياة life coach، ومعالِجة بتقنيات TFT -EFT، وتصمِّم برامج للتشافي الواعي العميق (روح- عقل- جسد)، ومهتمة بالتوعية الشفائية.
وصدر لها الكتاب الذي بين أيدينا فقط.